نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة جلد : 1 صفحه : 249
و إبداع حكمته كتزيين السماء بالكواكب، و القمر
و الشمس و ما فيها من إبداع الصنع، و تمام الإتقان، و كتزيين الأرض بالأزهار و
الثمار و النبات، و سائر الفواكه، و كتزيين الإنسان بالبصر و السمع و الكلام، و
سائر ما فيه من عجائب الصنعة، قال تعالى: لَقَدْ خَلَقْنَا
الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ [التين: 6]، و قال تعالى: إِنَّا جَعَلْنا ما عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَها
[الكهف: 6]، فهذه أنوار الظواهر، و أنوار الأوصاف هي العلوم و المعارف و الأسرار،
و المراد بالأوصاف أوصاف الربوبية كالعظمة و العزة و الجلال و الجمال و الكبرياء و
الكمال، و غير ذلك من أوصاف الذات العلية، و الذات لا تفارق الصفات، فإذا أشرقت
السرائر بأنوار معرفة الصفات فقد أشرقت بأنوار معرفة الذات، للتلازم الذي بين
الصفات و الذات، ثم الناس في شهود هذه الأنوار الباطنة التي هي أنوار الأوصاف على
ثلاثة أقسام: قسم يشهدونها على البعد، و هم أهل مقام الإسلام، و قسم يشهدونها على
القرب، و هم أهل المراقبة من مقام الإيمان، و قسم يشهدونها على الاتصال، و هم أهل
المعرفة من مقام الإحسان، فأهل مقام الإسلام أنوارهم ضعيفة كأنوار النجوم، و أهل
مقام الإيمان أنوارهم متوسطة كنور القمر، و أهل مقام الإحسان أنوارهم ساطعة كأنوار
الشمس.
فتحصل أن أنوار الباطن ثلاثة: نجوم الإسلام، و قمر التوحيد، و شمس
المعرفة، و إلى هذا المعنى أشار ابن الفارض بقوله:
لها
البدر كأس و هي شمس يديرها
هلال
و كم يبدو إذا مزجت نجم
الضمير لخمرة المحبة، و هي أيضا شمس المعرفة، فإذا مزجت لتشرب ظهر
نجم الإسلام، و إذا وضعت في الكأس طلع قمر التوحيد و هو الإيمان، و إذا شربت أشرقت
شمس المعرفة، و الذي يديرها على الشاربين هلال الهداية، هذا معنى كلامه في الجملة،
و تشبيه الأنوار المعنوية بالأنوار الحسية إنما هو تقريب، و إلا فأنوار القلوب
كلها عظيمة حتى قال الشيخ أبو الحسن رضي اللّه تعالى عنه: لو
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة جلد : 1 صفحه : 249