responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 248

و ذو الصبابة لو يسقى على عدد الأن

فاس و الكون كأسا ليس يرويه‌

و قال آخر: سقاني الحبّ كأسا بعد كأس‌

فما نفد الشراب و لا رويت‌

و قال بعضهم: لو شربت في كل لحظة ألف بحر لا ترى ذلك إلا قليلا و تشهد شفتيك يابسة، و كل ذلك كناية عن عدم النهاية و أن المقصود غير منضبط، فالعارف لا يزال مفتقرا للزيادة على الدوام، فلا يزول اضطراره على الدوام، و قد قال اللّه تعالى لسيد العارفين: وَ قُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً [طه: 114]، فالاضطرار إلى زيادة العلم لا ينقطع و لو جمع علوم أهل السماوات و الأرض، قال تعالى مخاطبا للكل: وَ ما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا [الإسراء: 85]، و أما وجه كونه لا يكون مع غير اللّه قراره، فلأن قلب العارف رحل إلى اللّه من الكون بأسره، فلم تبق له حاجة إلى غيره، فقراره إنما هو شهود الذات الأقدس، فإن نزل إلى سماء الحقوق أو أرض الحظوظ فبالإذن و التمكن و الرسوخ في اليقين؛ فالعارف ليس له عن نفسه أخبار، و لا مع غير اللّه قرار، و أيضا سابق العناية لا يتركه يركن إلى غير مولاه، فمهما ركن قلبه إلى شي‌ء شوشته عليه العناية و اكتنفته الرعاية، فهو محفوظ من الأغيار، محفوف من كل جهة بمدد الأنوار، إذا كان اللّه حرس السماء من استراق السمع، فكيف لا يحرس قلوب أوليائه من الأغيار؟ و ما تولاهم بمحبته حتى حفظهم من شهود غيره، فكيف بالركون؟ فكيف بالسكون؟ هيهات هيهات، هذا لا يكون، من كان ظاهره محفوفا بالأنوار و باطنه محشوّا بالأسرار فكيف يركن إلى شهود الأغيار؟ كما أبان ذلك بقوله:

104- أنار الظواهر بأنوار آثاره، و أنار السرائر بأنوار أوصافه.

قلت: أنوار الظواهر هي ما ظهر على تجليات الأكوان من تأثير قدرته‌

نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 248
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست