responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 244

أن يكون نبيّا عبدا، فدلّ على أن أشرف حال الإنسان هو العبودية، فبقدر ما يتحقق بها في الظاهر يعظم قدره في الباطن، و مهما خرج منها في الظاهر بإظهار الحرية أدبته القدرة وردته القهرية حتى يرجع إلى أصله، و يعرف ماله و عليه.

الوجه الآخر: ما في الفاقة من مزيد المدد، و طلب الاستمداد: إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَ الْمَساكِينِ‌ [التوبة: 60]، إن أردت بسط المواهب عليك صحح الفقر و الفاقة لديك، كما يأتي إن شاء اللّه، و قد جعل اللّه النصر و الفتح مقرونين بالفاقة و الذلة و تحقيق الضعف و القلة، قال اللّه تعالى: وَ لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَ أَنْتُمْ أَذِلَّةٌ [آل عمران: 123]، و قال تعالى: وَ اذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ‌ [الأعراف: 86]، و جعل الخذلان و عدم النصر و المعونة في إظهار الحرية و القوة، قال تعالى: وَ يَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَ ضاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ‌ [التوبة: 25]، و ذلك لما وقع من بعض الصحابة الذين كانوا حديثي عهد بالإسلام، فأدبهم اللّه بإظهار الحرية، لكن عمت الفتنة، قال تعالى: وَ اتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً [الأنفال: 25]، و هذا وجه ذكر الآية قبل ذكر القضية، و اللّه تعالى أعلم. فإذا خير أوقاتك أيها المريد وقت تشهد فيه وجود فاقتك أي ظهورها، و إلا فهي كامنة فيك كما تقدم، و تسمى عند المتأخرين الحيزة، و هي الشدة، فهي خير لك من ألف شهر إن عرفت فيها ربك، و المعرفة فيها أن تسكن عن التحرك و الاضطراب، و تقطع النظر عن التعلق بالأسباب، و ترجع فيها إلى مسبب الأسباب، و تعلق همتك برب الأرباب، و تكتفي بعلم اللّه الكريم الوهاب. و لقد سمعت شيخنا اليزيدي رضي اللّه تعالى عنه يقول: العجب من الإنسان يرى الخير أو الفتح واصلا إليه و قادما عليه، ثم يقوم يبادر بسد الباب في وجهه، و هو أن يرى الفاقة قادمة عليه فيبادر إلى الأسباب التي تقطعها عنه قبل وصولها، فقد كان الربح و اصلا إليه فقام فرده، أو ما هذا معناه، و خير

نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 244
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست