responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 240

وَ ما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ‌ [الصافات: 164]، و منه ما يزيد و ينقص، و هو مدد عوام بني آدم، و منه ما يزيد و لا ينقص، و هو مدد خواصهم كالرسل و الأنبياء و أكابر الأولياء، و من تعلق بهم ممن دخل تحت حضانتهم و لزم عشهم من الفقراء و المريدين السائرين، فمددهم في الزيادة على الدوام، و هذا المدد ثابت للروح قبل اتصالها بالبشرية، فلذلك أقرت بالربوبية في عالم الذر.

قال في التنوير: اعلم أن الحق سبحانه تولاك بتدبيره على جميع أطوارك، و قام لك في كل ذلك بوجود إبرارك، فقام لك بحسن التدبير يوم المقادير يوم:

أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى‌ [الأحزاب: 172]، و من حسن تدبيره لك أن عرفك به، فعرفته، و تجلى لك، فشهدته، و استنطقك، و ألهمك الإقرار بربوبيته، فوحدته، ثم إنه جعلك نطفة مستودعة في الأصلاب، تولاك بتدبيره هنالك حافظا لك و حافظا لما أنت فيه، موصلا لك المدد بواسطة ما أنت فيه من الآباء إلى أبيك آدم، ثم قذفك في رحم الأم، فتولاك بحسن التدبير، و جعل الرحم قابلة لك أرضا يكون فيها نباتك و مستودعا تعطي فيها حياتك، ثم جمع بين النطفتين و ألف بينهما، فكنت عنهما لما بنيت عليه الحكمة الإلهية من أن الوجود كله مبنيّ على سر الازدواج، ثم جعلك بعد النطفة علقة مهيئة لما يريد سبحانه أن ينقلها إليه، ثم بعد العلقة مضغة، ثم فتق سبحانه في المضغة صورتك، و أقام فيها بنيتك، ثم نفخ فيك الروح بعد ذلك، ثم غذاك بدم الحيض في رحم الأم، فأجري عليك رزقه من قبل أن يخرجك إلى الوجود، ثم أبقاك في رحم الأم حتى قويت أعضاؤك و اشتدت أركانك، ليهيئك إلى البروز إلى ما قسم لك أو عليك، و ليبرزك إلى دار يتعرف فيها بفضله و عدله إليك، ثم لما أنزلت إلى الأرض علم سبحانه أنك لا تستطيع أن تتناول خشونات المطاعم، و ليس لك أسنان و لا أرحى تستعين بها على ما أنت طاعم، فأجرى الثديين بالغذاء اللطيف، و وكل بهما مستحث الرحمة التي جعلها في قلب الأم، فكلما وقف اللبن على البروز

نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 240
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست