responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 215

خَيْرٌ لَكُمْ وَ عَسى‌ أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَ هُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَ اللَّهُ يَعْلَمُ وَ أَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ‌ [البقرة: 216]، فربما دبّرنا أمرا ظننا أنه لنا، فكان علينا، و ربما أتت الفوائد من وجوه الشدائد، و الشدائد من وجوه الفوائد، و ربما كمنت المنن في المحن و المحن في المنن، و ربما انتفعنا على أيدي الأعداء و أوذينا على أيدي الأحباء، و ربما تأتي المسار من حيث المضار، و قد تأتي المضار من حيث المسار و لأبي الحسن الشاذلي رضي اللّه تعالى عنه في حزبه: اللهم إنا قد عجزنا عن دفع الضر عن أنفسنا من حيث نعلم بما نعلم فكيف لا نعجز عن ذلك من حيث لا نعلم بما لا نعلم، فمتى فتح لك أيها المريد باب الفهم عنه في المنع و علمت ما فيه من الشر و الخير و حسن النظر لك عاد المنع في حقك هو عين العطاء. و مثال ذلك: كصبي رأى طعاما حسنا أو حلواء أو عسلا و فيه سم و أبوه عالم بما فيه فكلما بطش الصبي لذلك الطعام رده أبوه، فالصبي يبكي عليه لعدم علمه، و أبوه يرده بالقهر لوجود علمه، فلو عقل الصبي ما فيه ما بطش إليه و لعلم نصح أبيه و شدة رأفته به، و مثال آخر كرجل صنع طعاما جيدا، و عمل فيه بصاقا و مخاطا أو قذرا و أتي به لمن لا يعرفه فكل من رآه و لم يعرف ما فيه بطشت نفسه إليه، فلو علم ما فيه ما بطشت نفسه، فإذا نهاه عنه من علم ما فيه اتهمه لعدم فهمه، كذلك العبد يبطش للدنيا أو الرياسة أو غير ذلك مما فيه ضرره فيمنعه الحق تعالى منه رحمة به و شفقة عليه و اعتناء به، فإذا فهم عن اللّه سلم الأمر إلى مولاه و لم يتهمه فيما أبرمه و قضاه، و إذا لم يفهم عن اللّه تحسر و ربما سخط، فإذا انكشف له سر ذلك بعد علم ما كان في ذلك من الخير، لكن فاتته درجة الصبر لقوله 7: «إنما الصبر عند الصدمة الأولى»، و انظر قضية الرجل الذي كان يسكن في البادية، و كان من العارفين، فاتفق له ذات يوم أن مات حماره و كلبه و ديكه، فأتى إليه أهله فقالوا له: حين مات الحمار مات حمارنا. فقال: خير ثم، قالوا: مات الكلب. فقال: خير. ثم قالوا: مات الديك. فقال: خير فغضب أهل الدار.

نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 215
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست