نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة جلد : 1 صفحه : 213
تغطية للعبد في حالة النزول للحق أصلا. و
قوله: فهو في كل ذلك محركي غير مسكني يعني أن الحق تعالى حين يقبضه بالخوف أو
يبسطه بالرجاء أو يجمعه بالحقيقة أو يفرقه بالحق هو محرك له ليسيره إليه، و يحوشه
إليه غير مسكن له في مقام واحد، و موحشه عن عالم نفسه غير مؤنس له بها بسبب حضوره
مع عوالمه البشرية، فيذوق طعم وجودها، فإذا غيبه عنه عرف قدر ما من به عليه، و
لذلك قال: فليته أفناني عني أي عن رؤية وجودي، فمتعني بشهوده، أو غيبني عن حسي،
فروحني من الحقوق التي تفرقني عنه، بإسقاطها عني في حالة الغيبة، و كأنه مال إلى
طلب السلامة، خوفا من الوقوع فيما يوجب الملامة، و إن كان الكمال هو الجمع بين
العبودية و شهود الربوبية، و اللّه تعالى أعلم. ثم ذكر أسباب القبض و البسط و هو
العطاء و المنع في الغالب فقال:
83- ربّما أعطاك فمنعك، و ربّما منعك فأعطاك.
قلت: الغالب على النفس الأمارة و اللوامة أن تنبسط بالعطاء، و تنقبض
بالمنع، لأن في العطاء متعتها و شهوتها، فلا جرم أنها تنبسط بذلك، و في المنع قطع
موادها و ترك حظوظها، و لا شك أنها تنقبض بذلك، و ذلك لجهلها بربها و عدم فهمها،
فلو فهمت عن اللّه لعلمت أن المنع عين العطاء، و العطاء عين المنع، كما يأتي،
فافهم أيها الفقير عن مولاك، و لا تتهمه فيما به أولاك، فربما أعطاك ما تشتهيه
النفوس، فمنعك بذلك حضرة القدوس، و ربما منعك ما تشتهيه نفسك فيتم بذلك حضورك و
أنسك. ربما أعطاك متعة الدنيا و زهرتها، فمنعك جمال الحضرة و بهجتها، و ربما منعك
زينة الدنيا و بهجتها، فأعطاك شهود الحضرة و نظرتها. ربما أعطاك قوت الأشباح،
فمنعك قوت الأرواح، و ربما منعك من قوت الأشباح، فمتعك بقوت الأرواح. ربما أعطاك
إقبال الخلق فمنعك من إقبال الحق، و ربما منعك من إقبال الخلق فأعطاك الأنس بالملك
الحق. ربما أعطاك العلوم، و فتح لك مخازن الفهوم، فحجبك بذلك عن شهود المعلوم، و
معرفة
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة جلد : 1 صفحه : 213