responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 212

علي الدقاق رضي اللّه تعالى عنه: القبض حق الحق منك، و البسط حقك منه، و لأن تكون بحق ربك أولى من أن تكون بحظ نفسك انتهى. و هذا كله في حق السائرين، و أما الواصلون المتمكنون فلا يؤثر فيهم جلال و لا جمال، و لا يحركهم قبض و لا بسط، كما تقدم لأنهم باللّه و للّه و من اللّه و إلى اللّه باللّه تصرفهم و للّه عبوديتهم و من اللّه ورودهم و إلى اللّه صدورهم؛ لأنهم للّه لا لشي‌ء دونه. قال الجنيد رضي اللّه تعالى عنه: الخوف يقبضني و الرجاء يبسطني، و الحقيقة تجمعني و الحق يفرقني، إذا قبضني بالخوف أفناني عني، و إذا بسطني بالرجاء ردني علي، و إذا اجمعني بالحقيقة أحضرني، و إذا فرقني بالحق أشهدني غيري، فغطاني عنه، فهو في كل ذلك محركي غير مسكني و موحشي غير مؤنسي بحضوري، لذوق طعم وجودي، فليته أفناني عني فمتعني أو غيبني عني فروحني انتهى. قوله رضي اللّه تعالى عنه: الخوف يقبضني لأن العبد في حالة الخوف يشهد ما منه إلى اللّه من الإساءة فينفتح له باب الحزن، و في حالة الرجاء يشهد ما من اللّه إليه من الإحسان فينفتح له باب الرجاء و البسط. و قوله: و الحقيقة تجمعني أى تغنيني عن نفسي و تجمعني به فلا نشهد إلا ما من اللّه إلى اللّه فلا قبض و لا بسط، و قوله:

و الحق يفرقني المراد بالحق الحقوق اللازمة للعبودية، فلا ينهض إليها إلا بشهود نوع من الفرق، و إن كان نهوضه باللّه. و قوله: إذا قبضني بالخوف أفناني عني، أي إذا تجلى لي باسمه الجليل ذاب جسمي من هيبة المتجلي، و إذا بسطني بالرجاء بأن تجلى لي باسمه الجميل أو الرحيم رد نفسي و وجودي عليّ، و إذا جمعني إليه بشهود الحقيقة أحضرني معه بزوال و همي، و إذا فرقني بالحق الذي أوجبه علي للقيام بوظائف حكمته أشهدني غيري حتى يظهر الأدب مني معه، و قد يقوى الشهود، فلا يشهد الأدب إلا منه إليه. و قوله: فغطاني عنه، لأن العبد في حالة النزول إلى سماء الحقوق أو أرض الحظوظ قد يرجع لمقام المراقبة لكنه غير لازم، و سيأتي للمؤلف بل نزلوا في ذلك باللّه و من اللّه و إلى اللّه، فعلى هذا لا

نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 212
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست