responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 159

فانظر كيف رفع إبراهيم صلوات اللّه و سلامه عليه همته عن الخلق و وجهها إلى الملك الحق، فلم يستغث بجبريل و لا احتال على السؤال من اللّه، بل رأى الحق سبحانه أقرب إليه من جبريل 7، و من سؤله، فلذلك سلمه من نمروذ و نكاله، و أنعم عليه بنواله و إفضاله، و خصه بوجود إقباله و من ملة إبراهيم معاداة كل ما شغل عن اللّه، و صرف الهمة بالود إلى اللّه لقوله تعالى: فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ‌ [الشعراء: 77]، و الغني إن أردت الدلالة عليه فهو في اليأس. و قد قال الشيخ أبو الحسن رضي اللّه تعالى عنه: أيست من نفع نفسي لنفسي، فكيف لا أيأس من نفع غيري لها، و رجوت اللّه لغيري فكيف لا أرجوه لنفسي‌[1]؟ و هذا هو الكيمياء و الإكسير الذي من حصل له حصل له غنى لا فاقة فيه، و عز لا ذل معه و إنفاق لا نفاد له، و هو كيميا أهل الفهم عن اللّه تعالى. قال الشيخ أبو الحسن رضي اللّه تعالى عنه: صحبني إنسان و كان ثقيلا علي، فباسطته فانبسط، و قلت: يا ولدي ما حاجتك؟ و لم صحبتني؟ قال يا سيدي قيل لي: إنك تعلم الكيمياء، فصحبتك لأتعلم منك، فقلت له: صدقت و صدق من حدثك و لكن إخالك أي أظنك لا تقبل فقال: بل أقبل فقلت:

نظرت إلى الخلق فوجدتهم على قسمين: أعداء و أحباء، فنظرت إلى الأعداء فعلمت أنهم لا يستطيعون أن يشوكوني بشوكة لم يردني اللّه بها، فقطعت نظري عنهم، ثم تعلقت بالأحباء فرأيتهم لا يستطيعون أن ينفعوني بشي‌ء لم يردني اللّه به فقطعت يأسي منهم، و تعلقت باللّه فقيل لي: إنك لا تصل إلى حقيقة هذا الأمر حتى تقطع يأسك منا كما قطعته من غيرنا أن نعطيك غير ما قسمنا لك في الأزل.


[1] - و المعنيان في حزبه الكبير عند قوله:" اللهم إنا قد عجزنا عن دفع الضر عن أنفسنا ..." إلخ، و في حزب البحر عند قوله:" إن أبطأت غارة الأرحام و ابتعدت ..." إلخ، و قوله قبلها:" عدت العادون و جاروا ..." إلخ.

نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 159
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست