responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 153

قال تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقاناً [الأنفال: 29]، أي نورا يفرق بين الحق و الباطل، و قال تعالى: أَ وَ مَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَ جَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ‌ [الأنعام: 122]، و قال تعالى:

أَ فَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلى‌ نُورٍ مِنْ رَبِّهِ‌ [الزمر: 22]، و هذا النور الذي يكشف الأمور هو نور الواردات المتقدمة الذي هو مطايا القلوب إلى علام الغيوب. أولها: نور وارد الانتباه: و من شأنه أن يكشف ظلمة الغفلة، و يظهر نور اليقظة فتحكم البصيرة بقبح الغفلة و حسن اليقظة، فيقبل القلب حينئذ على ذكر ربه و يدبر عما يغفله عن ربه، و هذا هو نور الطالبين. الثاني: نور وارد الإقبال: و من شأنه أن يكشف ظلمة الأغيار و يظهر بهجة المعارف و الأسرار، فتحكم البصيرة بضرر الأغيار و حسن الأسرار، فيقبل القلب على بهجة الأسرار، و يدبر عن ظلمة الأغيار، و هذا هو نور السائرين. الثالث: نور وارد الوصال: و من شأنه أن يكشف ظلمة الكون ورداء الصون، و يظهر نور تجليات المكوّن، فيقبل القلب على مشاهدة مولاه، و يدبر عن الالتفات إلى ما سواه، و هذا هو نور الواصلين، و هو نور المواجهة و نور ما قبله نور التوجه، و إن شئت. قلت: هو نور الإسلام و الإيمان و الإحسان. فنور الإسلام يكشف:

ظلمة الكفر و العصيان و يظهر نور الانقياد، و الإذعان، فتحكم البصيرة بقبح الكفر و العصيان، و حسن نور الإسلام و الإذعان، فيقبل القلب على طاعة ربه و يعرض عما يبعده من ربه، و نور الإيمان يكشف: ظلمات الشرك الخفي و يظهر بهجة الإخلاص و الصدق الوفي، فتحكم البصيرة بقبح الشرك و ضرره و حسن الإخلاص و خيره، فيقبل القلب على توحيد ربه، و يعرض عن الشرك و شره، و نور الإحسان يكشف: ظلمة السوى و يظهر نور وجود المولى، فتحكم البصيرة بقبح ظلمة الأثر و حسن نور المؤثر فيقبل القلب على معرفة مولاه، و يغيب بالكلية عما سواه، و إن شئت قلت: هذا النور هو نور الشريعة و الطريقة

نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 153
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست