نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة جلد : 1 صفحه : 144
قال تعالى:
قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ
رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ
الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر: 53]، و تأمل قضية الذي قتل تسعا و
تسعين نفسا، ثم سأل راهبا فقال له: هل لي من توبة؟
فقال له: لا توبة لك، فكمل به المائة، ثم أتى عالما فسأله فقال له:
من يحول بينك و بينها (أى التوبة) و لكن اذهب إلى قرية كذا ففيها قوم يعبدون اللّه
فكن فيهم حتى تموت، فلما توسط الطريق أدركه الموت فاختصمت فيه ملائكة الرحمة و
ملائكة العذاب، فأوحى اللّه إليهم أن قيسوا القرية التي خرج إليها، و القرية التي
خرج منها فإلى أيهما كان أقرب، فهو من أهلها، فأوحى اللّه إلى القرية التي يريد أن
تقاربي، و إلى القرية التي خرج منها أن تباعدي، فوجد أقرب إلى القرية التي يريد
بشبر، فأخذته ملائكة الرحمة، و الحديث في الصحيحين، نقلته بالمعنى.
و قال الشيخ أبو العباس المرسي رضي اللّه تعالى عنه: العامة إذا
خوّفوا خافوا، و إذا رجّوا رجوا، و الخاصة متى خوّفوا رجوا، و متى رجّوا خافوا.
قال في لطائف المنن: و معنى كلام الشيخ هذا: أن العامة واقفون مع
ظواهر الأمر، فإذا خوّفوا خافوا، إذ ليس لهم نفوذ إلى ما وراء العبارة بنور الفهم
كما لأهل اللّه. و أهل اللّه إذا خوّفوا رجوا، عالمين أن من وراء خوفهم و ما خوفوا
به أوصاف المرجو الذي لا ينبغي أن يقنط من رحمته، و لا أن ييأس من منّته، فاحتالوا
على أوصاف كرمه علما منهم أنه ما خوفهم إلا ليجمعهم عليه و ليردهم بذلك إليه، و
إذا رجوا يخافون غيب مشيئته، الذي هو من وراء رجائهم، و خافوا أن يكون ما ظهر من
الرجاء اختبارا لعقولهم، هل تقف مع الرجاء أو تنفذ إلى ما بطن في مشيئته، فلذلك
أثار الرجاء خوفهم انتهى.
و دخل الجنيد رضي اللّه تعالى عنه على شيخه السري فوجده مقبوضا فقال
له: ما لك أيها الشيخ مقبوضا؟ فقال: دخل علي شاب فقال لي: ما حقيقة التوبة؟ فقلت
له: أن لا تنسى ذنبك، فقال الشاب: بل التوبة أن تنسى ذنبك،
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة جلد : 1 صفحه : 144