responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 102

لِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ‌ [الأعراف: 128]، فكل من استعان باللّه و صبر في طلب حاجته كانت العاقبة له، و كان من المتقين و قال تعالى: وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ‌ [الطلاق: 3]، أي كافيه كل ما أهمه، و قال صلى اللّه عليه و آله و سلم لبعض أصحابه و هو سويد بن غفلة: «لا تطلب الإمارة فإنك إن طلبتها و كلت إليها و إن أتتك من غير مسألة أعنت عليها»، و علامة الطلب باللّه هو الزهد في ذلك الأمر و الاشتغال باللّه عنه، فإذا جاء وقته تكوّن بإذن اللّه، و علامة الطلب بالنفس هو الحرص و البطش إليه، فإذا تعذر عليه انقبض و تغير عليه، فهذا ميزان من كان طلبه باللّه و طلبه بنفسه، فمن طلب حوائجه باللّه قضيت معنى و إن لم تقض حسا، و من طلب حوائجه بنفسه خاب سعيه و ضاع وقته، و إن قضيت نهمته و حاجته.

و ها هنا ضابط يعرف به أهل العناية من أهل الخذلان، و أهل الولاية من أهل الخسران. ذكره الشيخ أبو الحسن الشاذلي رضي اللّه تعالى عنه فقال: إذا أكرم اللّه عبدا في حركاته و سكناته نصب له العبودية للّه، و ستر عنه حظوظ نفسه و جعله يتقلب في عبوديته و الحظوظ عنه مستورة مع جري ما قدر له، و لا يلتفت إليها كأنه في معزل عنها، و إذا أهان اللّه عبدا في حركاته و سكناته، نصب له حظوظ نفسه و ستر عنه عبوديته، فهو يتقلب في شهواته، و عبودية اللّه عنه بمعزل و إن كان يجري عليه شي‌ء منها في الظاهر. قال: و هذا باب من الولاية و الإهانة، و أما الصديقية العظمى و الولاية الكبرى، فالحظوظ و الحقوق كلها سواء عند ذوي البصيرة، لأنه باللّه فيما يأخذ و يترك انتهى. نقله الشيخ زروق في بعض شروحه. و الحاصل أن تصرفات العارف كلها للّه‌[1] و تصرفات غيره كلها بالنفس، و لو كانت باللّه فالعمل باللّه يوجب القربة، و العمل للّه يوجب المثوبة، العمل باللّه صاحبه داخل الحجاب في مشاهدة الأحباب، و العمل للّه‌


[1] - الأصل في المطبوع: باللّه.

نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 102
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست