responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 100

و لا تسعوا في عمران دار قد قضى اللّه خرابها و لا تواصلوها، و قد أراد اللّه منكم اجتنابها، فتكونوا لسخطه متعرضين و لعقوبته مستحقين‌[1]». و قال الجنيد رضي اللّه تعالى عنه: لست‌[2] أستبشع مما يرد علي من العالم لأني أصلت أصلا، و هو أن الدار دار هم و غم و بلاء و فتنة، و أن العالم كله شر، و من حكمه أنه يتلقاني بكل ما أكره، فإن تلقاني بما أحب فهو فضل، و إلا فالأصل هو الأول، و في ذلك قيل:

يمثل ذو اللب في لبّه‌

شدائده قبل أن تنزلا

فإن نزلت بغتة لم ترعه‌

لما كان في نفسه مثلا

رأى الأمر يفضي إلى آخر

فصير آخره أولا

و ذو الجهل يأمن أيامه‌

و ينسى مصارع من قد خلا

فإن دهمته صروف الزما

ن ببعض مصائبه أعولا

و لو قدم الحزم من نفسه‌

لعلمه الصبر عند البلا

قال أبو سليمان الداراني لأحمد بن أبي الحواري: يا أحمد جوع قليل، و عري قليل، و ذلّ قليل، و صبر قليل، و قد انقضت عنك أيام الدنيا، انتهى.

فلا تستغرب أيها العارف ما يقع بك أو لغيرك من الأكدار ما دمت مقيما في هذه الدار، لأنها ما برز فيها من التجليات الجلالية، إلا ما هو مستحق أن تتصف به و واجب أن تنعت به، فلا تستغرب شيئا و لا تتعجب من شي‌ء، بل الواجب عليك أن تعرف اللّه في الجلال و الجمال و الحلوة و المرة، و أما إن كنت لا تعرفه إلا في الجمال فهذا هو مقام العوام، و المعرفة في الجلال هو السكون و الأدب و الرضا و التسليم، فينبغي للفقير أن يكون كعشب السمار إذا جاءت حملة الوادي حنى رأسه، و إذا ذهبت رفع رأسه، و كما لا تستغرب وقوع الأكدار بحيث لا تحزن، و لا تخف و لا تجزع، كذلك لا تتعجب من وقوع المسار


[1] - رواه الديلمي في الفردوس( 5/ 281).

[2] - الذي في المطبوع: ليس.

نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 100
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست