responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الطبيب نویسنده : الرهاوي، اسحق بن علي    جلد : 1  صفحه : 91

يولد لمن يفصدان له فأحسبهم انما يفصدون هذين العرقين و ان قد أثبت لك جميع هذا الكلام الثاني فقد اوجدتك الطريق الى تعرف تغايير العادات في اجسام الاصحاء و المرضى و ان احببت ان تسمع من كلام بقراط في العادات و كيف يكسبها[1] سكان البلدان بحسب تغاير الأهوية و المياه و البلدان عليهم فأقرأ ما قاله في كتابه في البلدان و المياه و الأهوية فانك تحكم منه كثيرا من أمر العادات و اكتف بما ذكرته لك هاهنا منبها و محركا.

القول في قوى الجسم و افعالها

و قد يلزم الطبيب ان يعنى بمعرفة قوى الجسم اذ كانت افعال الحيوان انما تتم للجسم بهذه القوى و بصحتها و متى فسدت القوة فسد الفعل من ذلك العين للابصار و للمنخر الشم و الفم الذوق و للأذن السمع و لساير أعضاء البدن الحساسة حاسة اللمس و لا يمكن عضو من هذه الأعضاء ان يعمل عمله الا بقوة تخصه و قد احكمها الباري تعالى و أعد لها آلات في ذلك العضو فما كان من تلك الأفعال طبيعي او حيواني او نفساني‌[2] فله قوة تلائمه تبعث اليه في مجار[3] و طرق تصلح لتلك القوة لا يخالط بعضها بعضا، يرد الى ذلك العضو من أصل و ينبوع لتلك القوة. و قد بين القدماء ان هذه المعادن ثلاثة و هي الدماغ و القلب و الكبد. فالدماغ ينبوع القوة النفسانية و القلب ينبوع القوة الحيوانية و الكبد ينبوع القوة الشهوانية و بينوا ايضا ان الجسم انما يقال فيه انه قوي على الاطلاق اذا كانت هذه القوى ترد الى الاعضاء من أصولها معتدلة في كميتها و كيفياتها و بغير شك انها لا تكون كذلك الا باعتدال أصولها و معادنها. و قالوا ايضا ان كل عضو من اعضاء الجسم يقال له قوي صحيح اذا كانت قواه التي تخصه معتدلة ايضا فأما ان خرجت في كميتها او في كيفيتها عن الاعتدال قيل انه غير معتدل و لا قوي و وجه معرفة الاعتدال القوة و صحتها يعلم من قوة الجسم بأسره و من قوة كل عضو من اعضائه على انفرادها بأفعالها فإن وجدت الافعال لا يشوبها تقصير و لا فساد فاستدل بذلك على صحة قوة الجسم و العضو، و ان وجدتها مقصرة او


[1] وردت في الاصل( يكسبونهها) و الصحيح ما اثبتناه.

[2] وردت في الاصل( طبيعيا او حيوانيا او نفسانيا) و الصحيح ما اثبتناه.

[3] في الاصل( مجارى) و الصحيح ما اثبتناه.

نام کتاب : أدب الطبيب نویسنده : الرهاوي، اسحق بن علي    جلد : 1  صفحه : 91
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست