responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الطبيب نویسنده : الرهاوي، اسحق بن علي    جلد : 1  صفحه : 66

قال: و انما ينبغي ان يقصد للعناية بمعرفة الأمور و قد تجد الاغذية تبطئ او تسرع في الانحدار أما من قبل ما عليه طبيعة المعدة منذ أول أمرها و اما من قبل جواهر الأشياء التي تؤكل و تشرب، لان بعضها رطب و بعضها يابس و بعضها لزج و بعضها يسرع التفرق و التقسيم و بعضها فيه حدة و حرافة، و بعضها فيه حموضة او مرارة او حلاوة او ملوحة او قبض او عفوصة[1] و قد يوجد في بعضها قوى ما من القوى الموجودة في الأدوية، قوى هذه الاغذية داخلة في جنس الأدوية المسهلة، و العناية بما ذكر جالينوس من ذلك ينبغي ان ينصرف اليها الطبيب أنصرافا شديدا تاما اذ الصناعة الى هذا الجزء من علمها في بقاء الانسان عظيم جدا. قال جالينوس و ذلك ان العلم بها بقوى الاغذية قريب من ان يكون أنفع علوم الطب كلها اذا كانت الحاجة الى استعمال سائر ما يستعمل من مصلحة البدن ليست في كل وقت، فالحاجة الى الغذاء دائمة أبدا في وقت الصحة و وقت المرض اذ كانت الحياة لا تبقى الا معه. و ليس ينبغي لك ايها الطبيب ان تأخذ أمر قوى الأغذية و حالاتها و ما تفعلها من افعالها في البدن تقليدا ممن ذكره في كتاب فان لأصحاب التجربة كتبا قد وضعوها في ذلك على رأي التجربة، و التجربة في ذلك غير كافية اذ كانت تقضي على الامور من ظاهر حالاتها و انت تجد من الأشياء المتشابهة ما يعمها بأسرها شي‌ء واحد و به تشابهه و لا تصلح لأجل ذلك الشي‌ء ان تقضي عليها بقضايا أخر عامة لها كلها، و مثال ذلك انك تجد عدة اشياء تسهل او تدر البول او غير ذلك من الافعال، و تجد بعضها باردا و بعضها حارا و قد تقدم [تعليم‌] ذلك جالينوس و من كان قبله من علماء الأطباء كالذي حكاه جالينوس عن ديوقليس‌[2] و هو هذا القول، قال: قال ديوقليس أما من ظن بأن الاشياء المتشابهة في الطعوم او في الروائح او في الحرارة او في غير ذلك مما اشبهها، قوتها واحدة، فبئس ما ظن و ذلك انه قد يقف الانسان من هذه الأشياء المتشابهة في هذه الأشياء على اشياء كثيرة مختلفة القوى فليس ينبغي ايضا ان يعمل على ان كل شي‌ء مما يطلق البطن او يدرّ البول او له قوة اخرى سواها بين القوتين فأنما صار كذلك من قبل انه حار او بارد او مالح و ذلك انه ليس كل الاشياء الحلوة او المالحة او غير ذلك مما اشبهها قوية قوة نظيره في الطعم و لكن ينبغي ان تميل على ان السبب الذي من أجله يحدث كل واحد من الأشياء ما من شأنه ان‌


[1] العفوصة مصدر عفص، و العفص ثمرة تجفف و تشد الاعضاء الرخوة الضعيفة( الفيروزبادي ج 3 ص 230).

[2] ديوقليس- من الاطباء اليونانيين ايام ارسطو طاليس، و له مشاركات في الادوية الطبية.

نام کتاب : أدب الطبيب نویسنده : الرهاوي، اسحق بن علي    جلد : 1  صفحه : 66
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست