responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الطبيب نویسنده : الرهاوي، اسحق بن علي    جلد : 1  صفحه : 51

القول في وصف محمود الأهوية للأصحاء و المرضى و المحمود من الأهوية للدماغ خاصة على طريق المثال‌

الهواء جسم خفيف و جوهر لطيف فلذلك يرد الى الجسم من مسامه و من سائر منافذه باختيار الانسان و بغير اختياره، و لذلك صار ما يتغير[1] منه تغييرا غير موافق للأبدان أسرع ضررا لأجل صعوبة الأحتراز منه و مثال ذلك ما يظهر من صلاح الدماغ و سائر الحواس عند صفائه و نقائه و اعتداله، و ما يعرض من تكدرها عند تكدره و فساده و كذلك يعرض لسائر الجسم. و احمد الأهوية الموافقة في مزاجها ما صفا[2] و نقى و لم يكتسب روائحا تفسده بل ما عدلته و اصلحته و الروائح الطيبة الموافقة إذ كان الهواء لا رائحة له في ذاته. و ايضا فان الهواء و ان كانت حركته الطبيعية له واحدة و هي الترقي الى العلو لخفة جسمه فان له حركات عرضية يتغير بها مزاجه و يطير بها الأبدان كالذي يعرض له عندك تحريك الرياح له فان الريح الشمالية تغير مزاج الهواء الى البرودة و اليبس.

و الجنوب الى الحرارة و الرطوبة. و اما الشرقية و الغربية فيعدلا مزاجه و يكون تغير هذه الرياح له أقوى إذا كانت المساكن مقابلتها و وضع البلدان في جهاتها و خاصة التي هي مقابلة طرفي المحرر و التي هي مقابلة جهتي الاعتدالين فاما ما يهب من الرياح و ما هو من البلدان و المساكن فيما بين ذلك فامزجتها[3] تختلف بالاكثر و الأقل فافهم ذلك ان كنت ممن يحب العناية البالغة بحفظ الصحة و معالجة الأمراض. و اعلم أن المعتدل من هذه الرياح و المتحرك منها حركة معتدلة يصفّي الهواء و ينقيه من البخارات التي تعلو من الأجسام الأرضية الرطبة منها و اليابسة، و لذلك صار ما اعتدلت حركته من الهواء و توسط بين الحر و البرد و الرطوبة و اليبس و نقى جوهره هو أصلح الأهوية للجسم الصحيح. و مثال ذلك ما يرى الدماغ عليه من جودة أعماله و قوة أفعاله، و صفاء حواسه عند اعتدال الهواء.

و لهذه العلة صار هواء الفصلين المعتدلين هو أحمد الأهوية التي تصل الى الدماغ و الى سائر الأعضاء للبدن أعني هواء الربيع، و بعده هواء الخريف. و إذا كان الأمر كذلك فقد يجب‌


[1] وردت في الاصل( ما يغيّر) و الصحيح ما اثبتناه.

[2] وردت في الاصل( صفى) و الصحيح ما اثبتناه.

[3] وردت في الاصل( امزجها) و الصحيح ما اثبتناه.

نام کتاب : أدب الطبيب نویسنده : الرهاوي، اسحق بن علي    جلد : 1  صفحه : 51
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست