responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تنبيه المغترين نویسنده : الشعراني، عبد الوهاب    جلد : 1  صفحه : 75

في فرائضهم، إذ النوافل حقيقة إنما تكون لمن كملت فرائضه كما أشار قوله سبحانه و تعالى: [وَ مِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ‌][1]، فذكر اللّه تعالى إنها نافلة له لكمال الخصائص و غيره أيضا و إن قدر أن أحدا من الأولياء أتى بعباداته على الكمال فذاك بحكم الإرث لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و قد رأيت في كلام بعض العلماء أن الملائكة عليهم الصلاة و السلام لا تعرض على اللّه تعالى صلاة أحد إلا بعد تكملتها له من نوافله أدبا مع اللّه تعالى، و قد فعل جماعة الملوك مثل ذلك فيمن كان ببدنه عاهة مثلا فلا يعرضونه على السلطان أبدا صيانة له أن يقع بصره على ناقص، و إن حدث ذلك في وزير أو دفتردار أو نحوهما عزلوه و استنابوا غيره و ما جعله الناس أدبا مع الملوك فهو أدب مع اللّه تعالى، فإن الشرع قد يتبع العرف في كثير من المسائل كما هو معلوم، فاعلم ذلك و اقتد بهم، و الحمد للّه رب العالمين.

الهدية

(و من أخلاقهم رضي اللّه تعالى عنهم): عدم استشراف نفوسهم إلى هدية أحد جاء من الحجاز أو من الشام مثلا، فلا يحدث أحدهم نفسه بأن فلانا سيهدي إلي شاشا أو مداسا أو فاكهة أو نحو ذلك أبد بل هم غافلون عن مثل ذلك، و كذلك إذا أهدوا هم إلى أحد جاء من السفر المذكور شيئا ابتداء لا تحدثهم أنفسهم بأنه سيكافئهم على ذلك بل هم غافلون عن ذلك بالكلية و ليس ذلك من باب سوء الظن بأخيهم إنما هو من باب ترك الطمع فهو و إن لزم من ظنهم بأخيهم إنه لا يكافئهم سوء الظن فليس ذلك مقصودا لهم و لا يؤاخذ الشخص إلا بما قصده.

و كان سيدي علي الخواص رحمه اللّه تعالى إذا سمع أحدا يذكر أشعب الطماع و إنه كان يفتش على الدخان يترحم عليه و يقول: إنه كان حسن الظن بجيرانه فجزاه اللّه تعالى خيرا يعني إنه محمود في ظنه الخير بالجيران و إن لزم منه الطمع، فافهم و اعلم أنه ينبغي لك إذا أرسلت هدية و علمت من أخيك المكافأة عليها لما هو عليه من المعروف أن تخبره بذلك على لسان القاصد و تقول له قل لأخي فلان إن هذا أمر لا يستحق مكافأة عليك و قد أقسم عليك أخوك بعدم المكافأة فيه جبرا لخاطره و ذلك لأجل أن يستريح من تعب المكافأة و لو لحظة.

و قد أرسلت مرة لأخي الشيخ شمس الدين البرهمتوشي رحمه اللّه تعالى هدية قليلة،


[1] -سورة الإسراء: الآية 79.

نام کتاب : تنبيه المغترين نویسنده : الشعراني، عبد الوهاب    جلد : 1  صفحه : 75
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست