responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تنبيه المغترين نویسنده : الشعراني، عبد الوهاب    جلد : 1  صفحه : 71

فاتبع يا أخي سلفك في ذلك و لا تأكل إلا بعد جوع شديد و هو أن تشتعل أمعاؤك و تصير تلذعك لعدم وجود طبيعة تشتغل بطبخها، فاعلم ذلك يا أخي و اعمل عليه، و الحمد للّه رب العالمين.

التعليم‌

(و من أخلاقهم رضي اللّه تعالى عنهم): إذا علموا بالقرائن عدم إخلاص من يتعلم منهم العلم أن يدوموا على تعليمه، و لكن يتوجهوا إلى اللّه تعالى في الدعاء له بإصلاح النية فيؤجرون هم و إياه و لا يتركون تعليمه، فإن ذلك بمراد الشارع و ذلك لأن العلم يحمل لأمرين: للعمل به، و لإحياء الشريعة به فصاحبه مأجور على كل حال، أما أجرا كاملا أو أجرا ناقصا، و قد كان سيدي علي الخواص رحمه اللّه تعالى يقول: ما من حامل علم إلا و هو يعمل به و لو في حق نفسه إذا ارتكب المعاصي لأنه يتوب و يندم إذا وقع فيها، فلولا علمه بالحكم ما اهتدى لكون ذلك ذنبا و لا تاب منه فقد عمل هذا بعلمه من تلك الحيثية، و إن كان من ارتكب المعاصي لم يعمل بعلمه على مصطلح الناس فافهم فالعلم نافع لصاحبه على كل حال، و لم يزل علم كل إنسان أكثر من عمله في كل عصر، و الحمد للّه رب العالمين.

العزم على العمل‌

(و من أخلاقهم رضي اللّه تعالى عنهم): عزمهم على العمل بعمل كل عالم رأوه و لا يعتني بالعمل بما علم فيعملون بعلمه، ثم يجعلون ثواب ذلك في صحائف هذا العالم و يطلبون أجرهم من اللّه تعالى من باب المنة و الفضل كما أنهم إذا قرءوا في علم من العلوم يجعلون ثواب ذلك للمؤلف و لا يزاحمونه في ذلك لأن ثواب كل قول لقائله فافهم و لكن هذا الأمر لا يتحقق به إلا من كان أشفق على المؤمنين من أنفسهم بحكم الإرث لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كما بسطنا الكلام على ذلك في كتاب [المنن الكبرى‌] و الحمد للّه رب العالمين.

المخالطة

(و من أخلاقهم رضي اللّه تعالى عنهم): مخالطتهم لمن كان عدوا لهم في السر و يدعي محبتهم ظاهرا و إيهامهم أن أحدهم صدقه في دعواه المحبة له، و لم يلحق لما عنده من عدم الصدق و لا يكذبونه قط في دعواه، و كذلك لا يمتنع قط من تقريبه إذا طلب منه القرب‌

نام کتاب : تنبيه المغترين نویسنده : الشعراني، عبد الوهاب    جلد : 1  صفحه : 71
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست