responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تنبيه المغترين نویسنده : الشعراني، عبد الوهاب    جلد : 1  صفحه : 70

الانقياد

(و من أخلاقهم رضي اللّه تعالى عنهم): أن يكون أحدهم هينا لينا ينقاد للصغير كما ينقاد الجمل، و في الحديث الذي فيه تسوية الصفوف [لينوا في يد إخوانكم‌] و في القرآن العظيم‌ [وَ لَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ‌][1]، إذا علمت ذلك فاعلم أن من جملة لين الفقراء أن أحدهم إذا دخل على جماعة يذكرون اللّه تعالى كذكر الأعاجم أو المغاربة أو الشناوية أو المطاوعة أو الرفاعية مثلا أن يذكر معهم كهيئتهم في الصورة بطريقه الشرعي، و كذلك يوافقهم في ذكرهم الذي لقنوه حين دخلوا في الطريق من نفي أو إثبات و لا يقول أن هذه الكيفية ليست طريقة شيخنا كما يقع ذلك في كثير من الناس فيفوتهم الأجر مع وقوعهم في الجفاء و غلظ الطبع فاعلم ذلك و اعمل عليه، و الحمد للّه رب العالمين.

الجوع‌

(و من أخلاقهم رضي اللّه تعالى عنهم): شدة الجوع بطريقه الشرعي و إن لم يجدوا شيئا حلالا يأكلونه طووا الأيام و الليالي و قد جربوا فوجدوا النور كله و الخير في خلو الباطن حتى قالوا في المثل السائر في الطبل إنما كان صوته قويا جهوريا لكونه خالي الجوف، و قد قالوا: ينبغي للعالم أن لا يشبع قط لا سيما أيام التأليف و ذلك لئلا يحجب عن كمال الفهم في القرآن و الحديث و الفقه و غير ذلك، و ذلك لأن فهم الشبعان يكون ضعيفا و من شك فليجرب و قد أدركنا جماعة كثيرة من الفقراء كانوا رضي اللّه عنهم على قدم الصدق في الجوع حتى كان أحدهم لا يدخل الخلاء إلا كل سبعة أيام مرة حياء من اللّه تعالى أن يكثر تردده للخلاء و هو مكشوف العورة.

و قد انتهى أمر سيدي الشيخ تاج الدين الذاكر رحمه اللّه تعالى إلى أن صار يتوضأ في كل اثنى عشر يوما مرة، و قد كان سيدي علي الشهاوي المشهور بالذؤيب رحمه اللّه تعالى يأمر كل من لقيه بالجوع و يقول إنه سلاح المؤمن و صاحب الجوع إن لم يطع اللّه لم يعصه لعدم وجود داعية تدعوه إلى المعاصي، و ممن صام الدهر كله أخي الشيخ عمر النبتيتي المكشوف الرأس و ولد عمه الشيخ عبد القادر المكشوف الرأس أيضا، و صار كل منهما في غاية النورانية و علو الهمة رحمهما اللّه تعالى.


[1] -سورة آل عمران: الآية 159.

نام کتاب : تنبيه المغترين نویسنده : الشعراني، عبد الوهاب    جلد : 1  صفحه : 70
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست