الصالحة أن يكون حسبها مخافة اللّه و غناها
القناعة بقسمة اللّه و حليها السخاوة بما تملك و عبادتها حسن خدمة الزوج و همتها
إلى استعداد الموت، و كان يقول كن مع زوج ابنتك أو أختك تقم دينها بذلك و لا تكن
مع ابنتك أو أختك على زوجها تفسد عليها دينها، و شكا أبو مطيع البلخي إلى أيوب بن
خلف زوجته فقال له أيوب: من لم يصبر على أذى زوجته كيف يدعي أن له درجة عليها.
و كان حاتم الأصم في بيته كالدابة المربوطة إن قدموا لها شيئا أكل و
إلا سكت و طوى، و في الحديث [المرأة الفاجرة كألف فاجر] و كان إياس بن معاوية
يقول: اثنان لا أدري لهما دواء حاقن البول و المرأة السوء، و سيأتي بسط هذا الخلق
في مواضع من هذا الكتاب إن شاء اللّه تعالى، و قد درج السلف كلهم على الصبر على
الزوجة و عدم مقابلتها أو أدبها إلا لمصلحتها، و الحمد للّه رب العالمين و لا حول
و لا قوة إلا به.
ترك طلب الرياسة
(و من أخلاقهم رضي اللّه تعالى عنهم):
ترك طلب الرياسة حتى تفجأهم و تقديمهم الناس على أنفسهم و يصير أحدهم يقول ما أنا
بأهل للإمامة مثلا، فيقول الناس له: بل أنت أهل لذلك و زيادة، و قد كان سفيان
الثوري رضي اللّه عنه يقول: من طلب الرياسة قبل مجيئها فرت منه وفاته علم كثير، و
كان يقول: لا يطلب أحدكم الرياسة إلا بعد مجاهدة نفسه سبعين سنة، و كان عيسى عليه
الصلاة و السلام يقول: إذا جعلكم الناس رؤوسا فكونوا أذنابا، و كان حجاج بن أرطأة
يقول: قد قتلني طلب الرياسة و حبها.
و كان الأنطاكي يقول: الرياسة رأس حب الرياء و معشوق النفس و قرة
العين للشيطان، و كان إبراهيم بن أدهم يقول: كونوا أذنابا و لا تكون رؤساء، فإن
الذنب ينجو و الرأس يهلك، و كان الفضيل بن عياض يقول: ما أحب أحد الرياسة إلا أحب
ذكر الناس بالنقائص و العيوب ليتميز هو بالكمال، و يكره أن يذكر الناس أحد عنده
بخير، و من عشق الرياسة فقد تودع من صلاحه، و كان سفيان الثوري يقول: ترك الرياسة
و ترك محبة المرأة أمر من الصبر.
و كان ميمون بن مهران يقول: إياكم أن تدعوا أحدا يمشي معكم أو في
ركابكم إذا ركبتم لقضاء حاجة فإن ذلك معدود من الفتنة للمتبوع و المذلة للتابع،
قال: و أول من مشى