responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تنبيه المغترين نویسنده : الشعراني، عبد الوهاب    جلد : 1  صفحه : 248

و كان عبد اللّه بن المبارك رحمه اللّه تعالى يقول: التعزز على الأغنياء تواضع و قد كان حذيفة رضي اللّه عنه يقول: اتقوا الوقوف على أبواب السلاطين فإنها مواضع الفتن، و كان أبو الدرداء رضي اللّه عنه يقول: ما أنصفنا إخواننا الأغنياء يقول لي أحدهم إني أحبك في اللّه يا أبا الدرداء، فإذا طلبت من أحدهم شيئا من الدنيا فارقني و هرب، و يكفينا من الأغنياء في الشرف فرارهم إلينا عند الشدائد و عدم فرارنا نحن إليهم.

و قد كان سعيد بن المسيب رحمه اللّه تعالى يتجر في الزيت و يقول: إن في هذا الغنى عن الوقوف على أبواب الأمراء، و كان ميمون بن مهران رحمه اللّه تعالى يقول: صحبة السلطان خطر عظيم فإنك إن أطعته خاطرت بدينك و إن عصيته خاطرت بنفسك فالسلامة أن لا تعرفه و لا يعرفك، و لما خالط الزهري السلطان كتب إليه مالك بن دينار يقول: عافانا اللّه يا أخي مما وقعت أنت فيه من الفتن بعد أن كنت شيخا عالما ختمت عمرك بصحبة الظالمين و صرت تحاجج عنهم إذا أنكر أحد عليهم، و لو لم يكن في قربك منهم إلا أنك آنستهم و طردت وحشتهم لكفاك ذلك من الإثم، ثم إن مالكا هجره إلى أن مات ا ه.

فاعلم ذلك يا أخي و إياك و مجالسة الأغنياء و أبناء الدنيا إلا لضرورة شرعية يسوغ لك معها ذلك، و الحمد للّه رب العالمين.

المال للإنفاق‌

(و من أخلاقهم رضي اللّه تعالى عنهم): محبة المال للإنفاق لا للإمساك و تقديمهم الخوف من الحاجة إلى الناس على خوف الحساب من جهة ذلك المال الذي ربما دخلته الشبهة، و قد كان سفيان الثوري رحمه اللّه تعالى يقول: لأن أخلف بعدي أربعين ألف دينار أسأل عنها يوم القيامة أحب إلي من أن أقف على باب أحد أسأله حاجتي، و في حكمة لقمان 7 قال: يا بني استغن بالكسب الحلال عن الفقر، فإنه ما افتقر أحد إلا و أصابته ثلاث خصال، الأولى: رقة الدين، و الثانية: ضعف العقل، و الثالثة: ذهاب المروءة و هي أعظمها، و أعظم من هؤلاء الثلاثة استخفاف الناس به.

و كان سفيان الثوري رحمه اللّه تعالى يقول: حفظك لما في يدك لتقضي به حاجتك أولى من تصدقك به و طلبك لما في يد غيرك فإن العبد لا يزال بخير ما حفظ خصلتين درهمه‌

نام کتاب : تنبيه المغترين نویسنده : الشعراني، عبد الوهاب    جلد : 1  صفحه : 248
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست