responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تنبيه المغترين نویسنده : الشعراني، عبد الوهاب    جلد : 1  صفحه : 245

فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلم: أعندك قوت يومك، قال: نعم و قوت غد يا رسول اللّه، فقال صلى اللّه عليه و سلم: لو كان عندك قوت بعد غد كنت من المثقلين‌] ا ه، فهذا ميزان الشريعة و أنت أعلم بنفسك، و الحمد للّه رب العالمين.

الحرفة و الصنعة

(و من أخلاقهم رضي اللّه تعالى عنهم): تقديمهم عمل الحرفة و الصنعة التي تكفهم عن سؤال الناس على سائر نوافلهم و واجباتهم الموسعة، و قد سئل الحسن البصري رحمه اللّه تعالى عن رجل يحتاج إلى الكسب فلو ذهب لصلاة الجماعة احتاج ذلك النهار إلى سؤال الناس، فقال: يتكسب و يصلي منفردا، و في الحديث [أن اللّه عز و جل علم آدم عليه الصلاة و السلام ألف حرفة و قال: قل لولدك يتعلمون هذه الحرف و يأكلون بها و لا يأكلون بدينهم‌] و في الحديث أيضا [إن روح القدس نفث في روعي إن نفسا لن تموت حتى تستوفي رزقها و إن أبطأ عنها فاتقوا اللّه و أجملوا في الطلب و لا يحملنكم استبطاء الرزق على أن تطلبوه بمعصية اللّه فإن اللّه لا ينال ما عنده بمعصية].

و كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه يقول: لا يقعد أحدكم في المسجد و يترك طلب الرزق و يقول اللهم ارزقني فإن ذلك خلاف السنة، و قد علمتم أن السماء لا تمطر ذهبا و لا فضة، و قد سئل الإمام أحمد بن حنبل رضي اللّه عنه عن رجل جلس في بيته أو في المسجد و قال: لا أعمل شيئا حتى يعطيني اللّه تعالى رزقي، فقال: هذا رجل جهل العلم أما سمع قول النبي صلى اللّه عليه و سلم:

[جعل اللّه رزقي تحت ظل سيفي يعني الغنائم‌].

(قلت) و يشهد لذلك أيضا حديث الطبراني الذي في الطير و أنها تغدو خماصا و تروح بطانا فقد ذكر فيه أنها تغدو في طلب الرزق، و قد كان الصحابة رضي اللّه عنهم يتجرون برا و بحرا و القدوة بهم أولى، و قد قال تعالى: [رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَ لا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ‌][1] فسماهم رجالا لما قاموا في الأسباب و لم يشتغلوا بها عن ذكر اللّه و هذا هو الكمال، و قد روى أن عيسى عليه الصلاة و السلام مر يوما برجل جالس فقال له: ما تفعل ههنا؟، فقال: أتعبد يا روح اللّه، قال: فمن يعولك؟ قال: أخي، فقال له: أخوك أعبد منك، و في الحديث أنهم ذكروا للنبي صلى اللّه عليه و سلم رجلا و صاروا يثنون عليه خيرا و يذكرون من عبادته سفرا فقال صلى اللّه عليه و سلم: [كلكم خير منه‌] و كان حذيفة رضي اللّه عنه يقول: خيركم من عمل لآخرته و دنياه.


[1] -سورة النور: الآية 37.

نام کتاب : تنبيه المغترين نویسنده : الشعراني، عبد الوهاب    جلد : 1  صفحه : 245
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست