responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تنبيه المغترين نویسنده : الشعراني، عبد الوهاب    جلد : 1  صفحه : 240

و قد قيل لعمر بن الخطاب رضي اللّه عنه لا يزال الناس بخير ما دمت فيهم يا أمير المؤمنين، فقال: لا يزال الناس بخير ما أرضوا ربهم، و كان الحسن البصري رحمه اللّه تعالى إذا قرأ قوله تعالى: [وَ اتَّقُونِ يا أُولِي الْأَلْبابِ‌][1] يقول عاتبهم لحبه إياهم، و كان عروة الرقي رحمه اللّه يقول: محبة العبد لربه حب القرآن و العمل به و حبه لرسوله صلى اللّه عليه و سلم هو عمله بسنته، و كان مطرف بن عبد اللّه رحمه اللّه تعالى يقول: محبة العبد لربه أن لا يمل من تلاوة كتابه.

و كان سعيد بن جبير رحمه اللّه تعالى يقول: من علامة محبة العبد لربه كثرة النصب و التعب في عبادته فإن حب اللّه تعالى لا ينال بالراحة، و كان عبد الواحد بن زيد رحمه اللّه تعالى يقول: مررت برجل نائم في الثلج فقلت له: أما تحس بألم البرد فقال: من ذاق طعم محبة اللّه تعالى لم يجد للبرد و لا للنار ألما، و مراده المحبة الكاملة بالنسبة لكل مقام، و كان محمد بن واسع رحمه اللّه تعالى يقول: كم ممن يزعم أنه محب للّه تعالى و اللّه له يبغض ا ه، فاعلم ذلك يا أخي و الحمد للّه رب العالمين.

الزهد فى الدنيا

(و من أخلاقهم رضي اللّه تعالى عنهم): الزهد في الدنيا و ذمهم لكل من طلبها و مبالغة أحدهم في ذلك حتى يصير ينطق بالحكمة، كأنبياء بني إسرائيل عليهم الصلاة و السلام، و قد كان رأسهم في الزهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان يأتي عليه أربعون ليلة ما يوقد في بيته نار و لا مصباح، فقيل لعائشة رضي اللّه عنها كيف كنتم تعيشون قالت: بالأسودين التمر و الماء، و كانت تقول قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في كساء ملبد أي مرقع و إزار عرني غليظ، و قد كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول: [إنما مثلي و مثل الدنيا كمثل رجل استظل تحت شجرة ثم راح و تركها]، و كان سفيان بن عيينة رحمه اللّه تعالى يقول: الزهد ثلاثة أحرف فمعنى الزاي أن تترك زينة الدنيا و معنى الهاء أن تترك هوى النفس و معنى الدال أن تترك الدنيا بأسرها، فإذا فعلت ذلك فأنت زاهد، و كان إبراهيم بن أدهم رحمه اللّه تعالى يقول: الزهد على ثلاثة أصناف فرض و يكون في الحرام، و واجب و يكون في الشبهات، و سنة و يكون في الحلال، قال: و لذلك كان الزهد في الرياسة أشد من الزهد في الذهب و الفضة لأنك تبذلهما في تحصيلها.


[1] -سورة البقرة: الآية 197.

نام کتاب : تنبيه المغترين نویسنده : الشعراني، عبد الوهاب    جلد : 1  صفحه : 240
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست