responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تنبيه المغترين نویسنده : الشعراني، عبد الوهاب    جلد : 1  صفحه : 195

صديقا في هواه إلا و خفت على نفسي منه أن يسعى في قتلي، فإن لم يسع في قتلي يتمنى ظهور عيوبي للناس، و كان محمد بن مقاتل رحمه اللّه تعالى يقول: احذر شر من تحسن إليه و اعذر أخالك بما تعذر به نفسك ثم يقول:

و تعذر نفسك لما أساءت‌

و غيرك بالعذر لا تعذر

و تبصر في العين منه القذى‌

و في عينك الجذع لا تبصر

ا ه، فاعلم يا أخي ذلك و إياك و معاداة الناس لا سيما الزوالق و من يحب الانفراد بالصيت في بلدك فإنهم يكدرون عليك العيش و لو كنت من أكابر الأولياء فإن الجزء البشري فيك يرق و لا ينقطع، فقد قالوا من تهاون بمعاداة الناس فهو دليل على نقص عقله، و قالوا لو ابتلى أكمل الناس بالعوام و رموه بالزور و البهتان لكدروا عليه قلبه، و صار لا يفرق بين الخواطر الربانية و الشيطانية و قد رأيت بعض إخواننا تهاون بمعاداة شيخ من مشايخ العصر و كان بعض الأمراء يعتقده فكلم الشيخ ذلك الأمير فكاتب فيه إلى أبواب السلطان فجاء الأمر بنفيه من مصر فنفوه، فاعلم ذلك و الحمد للّه رب العالمين.

النصح‌

(و من أخلاقهم رضي اللّه تعالى عنهم): كثرة مكاتباتهم إلى بعضهم بالنصح إذا بعدت الديار و قبول المنصوح النصح و شكره و فضل من نصحه خلاف ما عليه الناس اليوم، فلا تكاد تنصح أحد إلا و يصير ينظر في عيوبك ليهجوك بذلك، و كان آخر من أدركت من أصحاب هذا المقام سيدي علي الكازواني نزيل مكة المشرفة، و كان سيدي محمد بن عراق رحمهما اللّه تعالى يرسل له المكاتبات التي لا تحتملها الجبال فيفرح لها و يقول: صدق فينا سيدي محمد فجزاه اللّه تعالى عنا من أخ خيرا، و كتب الأنطاكي رحمه اللّه تعالى إلى بعض أصحابه يقول إلى متى أنت يا أخي تفرح بما يفتنك و يضرك و تحزن على ما ينفعك من نقض الدنيا و حظوظها.

و كتب حذيفة المرعشي رحمه اللّه تعالى إلى يوسف بن أسباط رحمه اللّه تعالى يقول له: بعد السلام اعلم يا أخي أن من كانت الفضائل أهم عنده من ترك الذنوب فهو مخدوع و من حمل القرآن و خالف شيئا مما فيه فقد استهزأ بالقرآن، و كتب طاوس إلى محكول رحمهما اللّه تعالى يقول له: بعد السلام احذر يا أخي أن تظن بنفسك أن لك مقاما عظيما

نام کتاب : تنبيه المغترين نویسنده : الشعراني، عبد الوهاب    جلد : 1  صفحه : 195
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست