responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تنبيه المغترين نویسنده : الشعراني، عبد الوهاب    جلد : 1  صفحه : 138

الخوف من سوء الخاتمة

(و من أخلاقهم رضي اللّه تعالى عنهم): شدة خوفهم من سوء الخاتمة و العياذ باللّه تعالى، و لو كان أحدهم على عبادة الثقلين، و ذلك لأن اللّه تعالى يفعل ما يشاء و ليس مع أحد من الخلق علم بخاتمته على وجه الجزم إنما غاية أمر أحدهم حسن الظن بربه عز و جل و في الحالة الراهنة فقط و ليس معه علم بدوام الشهادتين معه حتى تطلع روحه عليها، و قد ورد في الحديث [أن أحدكم يعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه و بينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها] و كان حبيب العجمي رحمه اللّه تعالى يقول: إن من ختم له بقول لا إله إلا اللّه دخل الجنة ثم يبكي و يقول من لي بأن يختم لي بقول لا إله إلا اللّه.

و كان الربيع بن خيثم رحمه اللّه تعالى يقول: دخلنا على رجل بالأهواز و هو في النزع فكنا نقول له قل لا إله إلا اللّه فيقول: ده يازده مشتري طيب قطعة مليحة، أي لأن ذلك كان الغالب عليه في حال الصحة، و كان الحسن البصري رحمه اللّه تعالى يقول: بلغنا أن رجلا يخرج من النار بعد ألف سنة ثم يقول ليتني كنت ذلك الرجل لأنه مقطوع له بالخروج من النار اه.

فإياك يا أخي من أن تسامح نفسك في الاشتغال بأمور الدنيا إلا بقدر الضرورة الشرعية فربما أتاك الموت على غفلة فتخسر الدارين و العياذ باللّه تعالى، فاعلم ذلك يا أخي و تأمله و اللّه يتولى هداك.

المبادرة بالدعاء

(و من أخلاقهم رضي اللّه تعالى عنهم): عدم مبادرتهم بالدعاء بالشفاء إذا دخلوا على مريض، بل كان أحدهم يتربص حتى يعلم سبب مرض هذا المريض و انتهاءه ثم يدعو بعد ذلك فإن المرض ربما كان رفع درجات فلا ينبغي الدعاء برفعه، و كذلك القول فيه إذا كان عقوبة فالأولى أن يصبر العابد حتى تبلغ العقوبة حدها أدبا مع اللّه تعالى، و إن كان أحدهم له حال مع اللّه تعالى فله أن يسأل الشفاء من باب الفضل و المنة، فاعلم ذلك يا أخي و الحمد للّه رب العالمين.

نام کتاب : تنبيه المغترين نویسنده : الشعراني، عبد الوهاب    جلد : 1  صفحه : 138
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست