responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تنبيه المغترين نویسنده : الشعراني، عبد الوهاب    جلد : 1  صفحه : 121

و كان يحيى بن معاذ رحمه اللّه تعالى يقول: إن العالم إذا لم يكن زاهدا فهو عقوبة لأهل زمانه و فتنة، و كان يقول يا أهل العلم قد صارت بيوتكم كسروية و أخلاقكم شيطانية فأين المحمدية، و كان أبو الدرداء رضي اللّه عنه يقول: إني أخاف أن يقال لي يا عويمر ماذا صنعت فيما علمت؟ و قد سئل الإمام مالك رضي اللّه عنه عن الراسخين في العلم من هم؟ فقال: هم العاملون به المتبعون لآثار من قبلهم، و قد سئل مرة الشعبي رحمه اللّه تعالى عن مسألة فقال لا أدري، فقالوا له: ألا تستحي من قولك لا أدري و أنت عالم العراق، فقال إن الملائكة عليهم الصلاة و السلام أكثر أدبا و علما منا و لم تستحي من قولها [سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا][1].

و كان كعب الأحبار رضي اللّه عنه يقول: يكون في آخر الزمان علماء يتغايرون على القرب من الأمراء كتغاير الرجال على النساء أولئك شرار خلق اللّه سبحانه و تعالى، و كان المعتمر بن سليمان رحمه اللّه تعالى يقول: إياكم أن تقولوا إن أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لعبوا الشطرنج أو لبسوا المعصفر أو شربوا النبيذ المثلث فتكونوا فاسقين إنما فعل أحدهم ذلك قبل بلوغ النهي فأين أنتم منهم و أنتم تفعلون بما يخالف كتاب ربكم عز و جل و سنة نبيكم صلى اللّه عليه و سلم، و كان حاتم الأصم رحمه اللّه تعالى يقول: من اكتفى بالكلام من العلم دون الزهد و الفقه تزندق و من اكتفى بالزهد دون الفقه و الكلام تبدع، و من اكتفى بالفقه دون الزهد و الكلام تفسق، و من جمع بينهما تخلص اه.

و قد كان الإمام الأوزاعي رحمه اللّه تعالى يتكلم بالكلام العاري من الإعراب و يقول إذا جاء الإعراب ذهب الخشوع، و لقد أعربنا في الكلام و لحنا في العمل، و كان أبو حفص الحداد رحمه اللّه تعالى يقول لعلماء زمانه: إلى متى تكتبون الكراريس و الدواوين، إنما العلم آلة فإذا حضر العدو و أنت تجمع الآلة فمتى تقاتل، و كان الإمام مالك رضي اللّه عنه يقول: إذا أحب العالم أن يعرف بالعلم فهو شر من إبليس.

(قلت) و لعل مراده رضي اللّه عنه أن يعرف لغير غرض شرعي، و كان ابن السماك رحمه اللّه تعالى يقول لعلماء زمانه كم من مذكر للّه تعالى منكم و هو له ناس، و كم من مخوف من اللّه تعالى منكم و هو جري‌ء على معاصيه، و كم من مقرب إلى اللّه تعالى و هو بعيد منه، و كم من داع إلى اللّه و هو فار منه.

و قد وقفت امرأة يوما على إبراهيم بن يوسف رحمه اللّه تعالى تنظر إليه، فقال لها:


[1] -سورة البقرة: الآية 32.

نام کتاب : تنبيه المغترين نویسنده : الشعراني، عبد الوهاب    جلد : 1  صفحه : 121
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست