responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تنبيه المغترين نویسنده : الشعراني، عبد الوهاب    جلد : 1  صفحه : 100

هوان الدنيا

(و من أخلاقهم رضي اللّه تعالى عنهم): هوان الدنيا عندهم و شدة رفضهم لها عملا بقول رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: [إن للدنيا بنين و للآخرة بنين فكونوا من أبناء الآخرة و لا تكونوا من أبناء الدنيا]، و قد روى الطبراني و غيره عن أنس رضي اللّه عنه قال: دخلت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوما فوجدته يدفع شيئا بيديه فقلت يا رسول اللّه ما هذا الذي تدفعه فقال: [الدنيا تطاولت لي فقلت لها إليك عني‌]، و في الحديث أيضا «أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم وقف على مزبلة قوم فرأى شاة ميتة فمسك بأذنها و قال: أترون هذه هانت على أهلها، فقالوا: من هوانها عندهم ألقوها يا رسول اللّه فقال صلى اللّه عليه و سلم: [للدنيا أهون على اللّه من هذه على أهلها]، و في حديث آخر [لو أن الدنيا تزن عند اللّه جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء]، و كان محمد بن المنكدر رحمه اللّه تعالى يقول: تجي‌ء الدنيا يوم القيامة تتبختر في زينتها فتقول يا رب اجعلني لأحسن عبادك دارا فيقول اللّه تعالى: لا أرضاك له، اذهبي يا لا شي‌ء كوني هباء منثورا، و في رواية: فيقول لها اذهبي إلى النار فتقول: يا رب و من يحبني معي، فيقول لها: و من يحبك فتأخذهم جميعا إلى النار.

و كان أبو حازم رحمه اللّه تعالى يقول: يوقف من يعظم الدنيا بين يدي اللّه فيقال له:

هذا الذي عظم ما حقره اللّه فيسقط لحم وجهه من الخجل، فمن ادعى أنه يحب اللّه تعالى و هو يحب الدنيا فهو كاذب لأن من شرط المحب أن يكره ما كرهه محبوبه، و إن اللّه يكره الدنيا.

و كان مالك بن دينار رحمه اللّه تعالى يقول: بلغنا أن اللّه تعالى يقول: إن أهون ما أنا صانع بالعالم إذا آثر شهوته علي طاعتي أن أحرمه لذيذ مناجاتي، و قد كان وهب بن منبه رحمه اللّه تعالى يقول لأصحابه: تعالوا بنا نتوب من الذنب الذي ترك الناس التوبة منه، فيقولون و ما هو؟ فيقول: حب الدنيا و سوف يحب الدنيا رجال حتى يعبدوها و يعبدوا أهلها، و كان الحسن البصري رحمه اللّه تعالى يقول: من لم يجعل حب الدنيا من الكبائر فقد أخطأ الطريق و ذلك لأن الكفر ينبني على الرغبة في الدنيا.

(قلت) و ذلك لأن سبب الكفر باللّه تعالى عصيان ما جاءت به الرسل عليهم الصلاة و السلام حسدا أو كبرا أو كلاهما من حب الدنيا و اللّه أعلم، و قد كان عيسى عليه الصلاة و السلام يقول للحواريين: بحق أقول لكم إن حب الدنيا رأس كل خطيئة، و كان مالك بن‌

نام کتاب : تنبيه المغترين نویسنده : الشعراني، عبد الوهاب    جلد : 1  صفحه : 100
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست