و قال صلّى اللّه عليه و سلم: «استحيوا من
اللّه حق الحياء، من استحيا من اللّه حق الحياء، فليحفظ الرأس و ما حوى، و البطن و
ما وعى، و ليذكر المقابر و البلى، و من أراد الآخرة ترك زينة الدنيا»[1].
و قال النبّي، صلّى اللّه عليه و سلم: «استح من اللّه كما تستحي من
رجل صالح من قومك»[2].
و قال رجل يا رسول اللّه: «ما نبدي من عوراتنا و ما نذر؟».
و كان أبو بكر، رضي اللّه، إذا ذهب إلى الخلاء يغطي رأسه و يقول:
«إني لأستحي من ربي».
و هذه أخبار تدل كلها على قرب اللّه، عزّ و جلّ، من القوم، لأن
المستحي من اللّه تعالى، يرى اطلاع اللّه تعالى، عليه، و مشاهدته له في جميع
الأحوال.
قلت: فما الذي يهيج الحياء؟
قال: ثلاث خصال:
الأولى تفكيرك في:
دوام إحسان اللّه تعالى إليك مع تضييع الشكر منك، و مع دوام إساءتك و
تفريطك.
و الثانية: أن تعلم أنك بعين اللّه، عزّ و جلّ؛ في منقلبك و مثواك.
[1] - أخرجه الترمذي في( السنن 2458)، و أحمد بن حنبل
في( المسند 1/ 387)، و الحاكم في( المستدرك 4/ 323)، و الطبراني في( المعجم الكبير
3/ 246، 10/ 188)، و في( المعجم الصغير 1/ 177)، و التبريزي في( مشكاة المصابيح
1608)، و السيوطي في( الدر المنثور 1/ 264)، و الهيثمي في( مجمع الزوائد 10/ 284)،
و المنذري في( الترغيب و الترهيب 2/ 55، 3/ 400، 4/ 239)، و الشجري في( الأمالي 2/
197)، و العراقي في( المغني عن حمل الأسفار 2/ 215) و العجلوني في( كشف الخفاء 1/
138)، و أبو نعيم في( حلية الأولياء 1/ 358، 4/ 209)، و الزبيدي في( إتحاف السادة
المتقين 3/ 121، 9/ 328، 329)، و المتقي الهندي في( كنز العمال 5781، 5752، 5753،
47279) و ابن القيسراني في( تذكرة الموضوعات 104).
[2] - أخرجه المتقي الهندي في( كنز العمال 5750)، و ابن
عساكر في( تهذيب تاريخ دمشق 7/ 66)، و الزبيدي في( إتحاف السادة المتقين 3/ 140).
[3] - أخرجه ابن عبد البر في( التمهيد 4/ 272)، و
الطبراني في( المعجم الكبير 19/ 413).