قال: يا ليتها تمّت؟! يعني عمر، قبل قراءة:
إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ نَبْتَلِيهِ [الإنسان: 2]: فهمهم، يقال في التفسير: عجز في التلاء عجزا.
و معنى قول عمر رضي اللّه عنه: (يا ليتها تمّت) يعني: لم يخلق، حين
سمع اللّه تعالى، يقول: لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً [الإنسان: 1].
و ذلك من معرفة عمر، رضي اللّه عنه، بواجب حق اللّه، و قدر أمره و
نهيه، و عجز العباد عن القيام به، و قيام الحجّة للّه تعالى عليهم، عند تقصيرهم، و
ما تواعدهم به، إذا ضيعوا.
و يروى عن الحسن[1]. رضي اللّه
عنه أنه قال: «إنّ اللّه تعالى، إنما أهبط آدم 7، إلى الدّنيا عقوبة، و
جعلها سجنا له، حين أخرجه من جواره، و صيره إلى دار التعب و الاختبار».
الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي
القرشي، أبو محمد، خامس الخلفاء الراشدين و آخرهم و ثاني الأئمة الاثني عشر عند
الإمامية. ولد في المدينة المنورة، و أمه فاطمة الزهراء بنت رسول اللّه صلّى اللّه
عليه و سلم و هو أكبر أولادها و أولهم. كان عاقلا حليما محبا للخير، فصيحا من أحسن
الناس منطقا و بديهة.
حج عشرين حجة ماشيا. و قال أبو
نعيم: دخل أصبهان غازيا مجتازا إلى غزاة جرجان، و معه عبد اللّه بن الزبير. و
بايعه أهل العراق بالخلافة بعد مقتل أبيه سنة 40 ه و أشاروا عليه بالمسير إلى
الشام لمحاربة معاوية بن إبي سفيان، فأطاعهم و زحف بمن معه و بلغ معاوية خبره،
فقصده بجيشه، و تقارب الجيشان في موضع يقال له:« مسكن» بناحية من الأنبار فهال
الحسن أن يقتتل المسلمون، و لم يستشعر الثقة بمن معه، فكتب إلى معاوية يشترط شروطا
للصلح و رضي معاوية، فخلع الحسن نفسه من الخلافة و سلم الأمر لمعاوية في بيت
المقدس سنة 41، و سمي هذا العام« عام الجماعة» لاجتماع كلمة المسلمين فيه. و انصرف
الحسن إلى المدينة حيث أقام إلى أن توفي مسموما، و مدة خلافته ستة أشهر و خمسة
أيام. و ولد له أحد عشر ابنا و بنت واحدة و إليه نسبة الحسنيين كافة و كان نقش
خاتمه« اللّه أكبر و به أستعين».
الأعلام 2/ 199، 200، و تهذيب
التهذيب 1/ 295، و الإصابة 1/ 328، و تهذيب ابن عساكر 4/ 199.