فالصدق في الورع: هو الخروج من كل شبهة، و الترك لكل ما اشتبه عليك
من الأمور.
فهكذا يروى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم، أنه قال: «لا يكون العبد
من المتقين حتى يدع ما لا بأس به مخافة ما به بأس»[2].
قال صلّى اللّه عليه و سلم: «الحلال بيّن و الحرام بيّن، و بين ذلك
أمور مشتبهات فمن ترك الشبهات مخافة أن يقع في الحرام فقد استبرأ لعرضه»[3].
و قال ابن سيرين، رحمة اللّه عليه: ما في ديني شيء أيسر من الورع:
كل ما اشتبه علي تركته.
و قال الفضيل[4]، رحمه
اللّه، يقول الناس: الورع شديد: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فخذ ما حل و طاب من
الأشياء، و ابذل المجهود في طلب الشيء الصافي من الحلال.
[1] - انظر حديث القشيري عن الورع برسالته ص 109- 115.
[2] - أخرجه الترمذي( قيامة 19)، و ابن ماجه( زهد 24).
[3] - أخرجه البخاري( إيمان 39)،( بيوع 2)، و مسلم(
مساقاة 107، 108)، و أبو داود( بيوع 3)، و الترمذي( بيوع 1)، و النسائي( بيوع 2)،(
قضاة 11)، و ابن ماجه( فتن 14)، و الدارمي( بيوع 1)، و أحمد بن حنبل 4، 267، 269،
271، 275.
الفضيل بن عياض بن مسعود التميمي
اليربوعي، أبو علي. شيخ الحرم المكي، من أكابر العباد الصلحاء. كان ثقة في الحديث،
أخذ عنه خلق منهم الإمام الشافعي. ولد في سمرقند، و نشأ بأبيورد، و دخل الكوفة و
هو كبير، و أصله منها. ثم سكن مكة و توفي بها. من كلامه:
« من عرف الناس استراح».
الأعلام 5/ 153، و طبقات الصوفية
6- 14، و تذكرة الحفاظ 1/ 225، و تهذيب 8/ 294، و الجواهر المضية 1/ 409، و صفة
الصفوة 2/ 134، و حلية 8/ 84، و ابن خلكان 1/ 415.