من علم طريق الحق تعالى سهل عليه سلوكه، و لا دليل على الطريق إلى
اللّه تعالى إلا متابعة الرسول صلى اللّه عليه و سلم فى أحواله، و فعاله و أقواله.
و قال أبو حمزة:
من رزق ثلاثة أشياء، فقد نجا من الآفات:
بطن خال مع قلب قانع، و فقر دائم معه زهد حاضر، و صبر كامل معه ذكر
دائم.
أبو بكر محمد بن موسى الواسطى
خراسانى الأصل. من «فرغانة». صحب الجنيد و النورى.
عالم كبير الشأن. أقام بمرو، و مات بها بعد العشرين و الثلاثمائة.
قال الواسطى: الخوف و الرجاء زمامان يمنعان العبد من سوء الأدب.
و قال: مطالعة الأعواض[1] على
الطاعات من نسيان الفضل.
و قال الواسطى: إذا أراد اللّه هو ان عبد ألقاه إلى هؤلاء الأنتان و
الجيف، يريد به صحبة الأحداث.
سمعت محمد بن الحسين، رحمه اللّه، يقول: سمعت أبا بكر محمد بن عبد
العزيز المروزى، يقول: سمعت الواسطى يقول:
جعلوا سوء أدبهم إخلاصا، و شره نفوسهم انبساطا؛ و دناءة الهمم جلادة،
فعموا عن الطريق، و سلكوا فيه المضيق، فلا حياة تنمو فى شواهدهم[2]،
و لا عبادة تزكو فى محاضرتهم، إن نطقوا فبالغصب و إن خاطبوا فبالكبر، توثب أنفسهم
ينبئ عن خبث ضمائرهم، و شرههم فى المأكول يظهر ما فى سويداء أسرارهم.
قاتلهم اللّه أنى يؤفكون.
[1] - الأعواض: جمع عوض. و هو ما يكون فى مقابلة الشئ و
المراد به هنا: الأجر المرتب على الطاعة: و المطالعة: