و قيل إنه من «بوشنج» أقام بالبصرة: و كان من الواعظين الأكابر.
و قال منصور بن عمار: من جزع من مصائب الدنيا تحولت مصيبته فى دينه.
و قال منصور بن عمار: أحسن لباس العبد: التواضع، و الانكسار، و أحسن
لباس العارفين: التقوى، قال اللّه تعالى: «وَ لِباسُ
التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ».
و قيل: إن سبب توبته أنه وجد فى الطريق رقعة مكتوبا عليها «بسم اللّه
الرحمن الرحيم»، فرفعها، فلم يجد لها موضعا[4]
فأكلها، فرأى فى المنام كأن قائلا قال له:
فتح اللّه عليك باب الحكمة؛ باحترامك لتلك الرقعة.
[1] - إنما خص اللسان بالذكر لعظم جرائمه التى تؤثر فى
القلب ظلمة زائدة، فعلى العاقل أن يشغل لسانه بالذكر و التلاوة، ليتنور قلبه.
[2] - و من كلامه:« أحذر الغيبة كما تحذر عظيم البلاء:
فانها إذا ثبتت فى القلب أتتها أخواتها من النميمة و البغى و سوء الظن و البهتان.
و هى مجانبة للإيمان».
« كفى بالعبد عارا أن يدعى دعوة
لا يحققها بفعله، أو يجعل لغير ربه من قلبه نصيبا أو يستوحش مع ذكره».
« من كان باللّه أعرف، كان منه
أخوف».
و كان، رضى اللّه عنه، من
المحدثين.
[3] - و يسمى« المروزى» مات ببغداد سنة خمس و عشرين و
مائتين.
كتب إليه بشر المزيسى: ما قولك فى
القرآن، أمخلوق أم لا؟
فكتب إليه: أما بعد، عافانا اللّه
و إياك من كل فتنة، فان يفعل فأعظم بها من نعمة، و إلا فهو الهلكة. أعلم أن الكلام
فى القرآن بدعة اشترك فيها السائل و المجيب، فتعاطى السائل ما ليس له، و تكلف
المجيب ما ليس له، و اللّه تعالى الخالق؛ و ما دون اللّه مخلوق، و القرآن كلام
اللّه، و انته إلى أسمائه التى سماه اللّه بها تكن من المهتدين؛ و لا تبتدع فى
القرآن من قبلك أسما تكن من الضالين« و ذر الذين يلحدون فى أسمائه سيجزون ما كانوا
يعملون»