responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرسالة القشيرية نویسنده : القشيري، عبد الكريم    جلد : 1  صفحه : 58

ثم قال لى خالى يوما: يا سهل، من كان اللّه معه، و هو ناظر إليه، و شاهده، أتعصيه؟ إياك و المعصية.

فكنت أخلو، فبعثونى‌[1] إلى الكتاب، فقلت:

إنى لأخشى أن يتفرق على همى‌[2]، و لكن شارطوا المعلم: أنى أذهب إليه ساعة، فأتعلم، ثم أرجع.

فمضيت إلى الكتاب، و حفظت القرآن، و أنا ابن ست سنين أو سبع سنين، و كنت أصوم الدهر، و قوتى خبز الشعير، إلى أن بلغت إثنتى عشرة سنة، فوقعت لى مسألة و أنا ابن ثلاث عشرة سنة، فسألت أهلى أن يبعثونى إلى البصرة أسأل عنها، فجئت البصرة و سألت علماءها فلم يشف أحد منهم عنى شيئا!!

فخرجت إلى «عبادان»، إلى رجل يعرف بأبى حبيب حمزة بن عبد اللّه العبادانى، فسألته عنها فأجابنى. و أقمت عنده مدة أنتفع بكلامه و أتأدب بآدابه، ثم رجعت إلى «تستر» فجعلت قوتى اقتصارا على أن يشترى لى بدرهم من الشعير «الفرق»[3] فيطحن و يخبز لى، فأفطر عند السحر كل ليلة على أوقية واحدة بحتا، بغير ملح و لا إدام فكان يكفينى ذلك الدرهم سنة.

ثم عزمت على أن أطوى ثلاث ليال، ثم أفطر ليلة. ثم خمسا، ثم سبعا، ثم خمسا و عشرين ليلة. و كنت عليه‌[4] عشرين سنة، ثم خرجت أسيح فى الأرض سنين، ثم رجعت إلى «تستر» و كنت أقوم الليل كله.

سمعت محمد بن الحسين يقول: سمعت أبا العباس البغدادى يقول: سمعت إبراهيم بن فراس يقول: سمعت نصر بن أحمد يقول: قال سهل بن عبد اللّه:

كل فعل يفعله العبد بغير اقتداء، طاعة كان أو معصية، فهو عيش النفس‌[5]، و كل فعل يفعله بالاقتداء فهو عذاب على النفس‌[6].


[1] - و فى نسخة« فبعثوا بى».

[2] - أى ما أهتم به و هو ذكر ربى مع حضور قلبى فى الخلوة.

[3] - مكيال يكال به.

[4] - و فى نسخة« فكنت عليها».

[5] - أى حظها.

[6] - و قال سهل: دخلت الفتنة على العامة من الرخص و التأويلات، و على العارفين من تأخير الحق الواجب إلى وقت آخر.

و قال: من أعظم المعاصى الجهل بالجهل، و النظر إلى العالمة، و سماع كلام أهل الغفلة.

و قال: أصول طريقنا سبعة: التمسك بالكتاب، و الاقتداء بالسنة، و أكل الحلال، و كف الأذى، و تجنب المعاصى و التوبة، و أداء الحقوق.

نام کتاب : الرسالة القشيرية نویسنده : القشيري، عبد الكريم    جلد : 1  صفحه : 58
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست