أحد أئمة القوم، لم يكن له فى وقته نظير فى المعاملات و الورع[1].
و كان صاحب كرامات، لقى ذا النون المصرى بمكة سنة خروجه إلى الحج.
توفى، كما قيل، سنة: ثلاث و ثمانين و مائتين، و قيل: ثلاث و سبعين و
مائتين.
و قال سهل: كنت ابن ثلاث سنين، و كنت أقوم بالليل أنظر إلى صلاة خالى
محمد بن سوار، و كان يقوم بالليل، فربما كان يقول لى: يا سهل، اذهب فنم فقد شغلت
قلبى.
سمعت محمد بن الحسين، رحمه اللّه يقول: سمعت أبا الفتح يوسف بن عمر
الزاهد يقول: سمعت عبد اللّه بن عبد الحميد يقول: سمعت عبيد اللّه بن لؤلؤ يقول:
سمعت عمر بن واصل البصرى يحكى عن سهل بن عبد اللّه قال: قال لى خالى
يوما:
ألا تذكر اللّه الذى خلقك؟.
فقلت: كيف أذكره؟ فقال لى: قل بقلبك عند تقلبك فى ثيابك ثلاث مرات.
من غير أن تحرك به لسانك: اللّه معى، اللّه ناظر إلى، اللّه شاهد
على.
فقلت ذلك ثلاث ليال، ثم أعلمته، فقال لى:
قل فى كل ليلة سبع مرات. فقلت ذلك ثم أعلمته، فقال: قل فى كل ليلة
إحدى عشرة مرة، فقلت ذلك، فوقع فى قلبى له حلاوة.
فلما كان بعد سنة قال لى خالى: احفظ ما علمتك، و دم عليه إلى أن تدخل
القبر، فانه ينفعك فى الدنيا و الآخرة.
فلم أزل على ذلك سنين، فوجدت لها حلاوة فى سرى.
[1] - حفظ القرآن و هو ابن سبع سنين، و كان يسأل عن
دقائق الزهد و الورع وفقه العبارة و هو ابن عشر فيحسن الإجابة.
و من قوله: ما أعطى أحد شيئا أفضل
من علم يستزيد به افتقارا إلى اللّه. و قال: ما عبد اللّه بشئ أفضل من مخالفة
الهوى.
و قال« حياة القلب الذى يموت بذكر
الحى الذى لا يموت. و قال؛ كل عالم خاض فى الدنيا فلا تصع لكلامه، بل نعم فيما
يقول؛ لأن كل إنسان يدفع مالا يوافق محبوبه.