سمعت الأستاذ أبا على الدقاق، رحمه اللّه تعالى، يقول:
أتى بشر الحافى باب المعافى بن عمران، فدق الحافى عليه الباب، فقيل: من؟.
فقال: بشر الحافى.
فقالت له بنية من داخل الدار: لو اشتريت لك نعلا بدانقين[1] لذهب عنك اسم الحافى.
أخبرنى بهذه الحكاية محمد بن عبد اللّه الشيرازى، قال:
حدثنا عبد العزيز بن الفضل قال: حدثنى محمد بن سعيد، قال: حدثنى محمد ابن عبد اللّه قال: سمعت عبد اللّه المغازلى يقول: سمعت بشرا الحافى يذكر هذه الحكاية.
و سمعت محمد بن الحسين يقول: سمعت أبا الحسين الحجاجى يقول: سمعت المحاملى يقول: سمعت الحسن المسوحى يقول: سمعت بشر بن الحارث يحكى هذه الحكاية.
و سمعت محمد بن الحسين يقول: سمعت أبا الفضل العطار يقول: سمعت أحمد ابن على الدمشقى يقول: قال لى أبو عبد اللّه بن الجلاء:
رأيت ذا النون، و كانت له العبارة[2]، و رأيت سهلا، و كانت له الإشارة، و رأيت بشر بن الحارث، و كان له الورع.
فقيل له: فالى من كنت تميل؟ فقال: لبشر بن الحارث أستاذنا.
و قيل إنه اشتهى الباقلاء[3] سنين، فلم يأكله، فرئى فى المنام بعد وفاته فقيل له:
ما فعل اللّه بك؟ فقال: غفر لى، و قال: كل يا من لم يأكل، و اشرب يا من لم يشرب.
أخبرنا الشيخ أبو عبد الرحمن السلمى، رحمه اللّه، قال: أخبرنا عبيد اللّه بن عثمان بن يحيى قال: حدثنا أبو عمرو بن السماك قال: حدثنا محمد بن العباس قال:
حدثنا أبو بكر بن بنت معاوية قال: سمعت أبا بكر بن عفان يقول: سمعت بشر بن الحارث يقول:
[1] - الدانق: سدس الدرهم:
[2] - أى النطق بالحكمة، و كانت له: أى اشتهر بها.
[3] - الفول.