السر
يحتمل أنها[1] لطيفة مودعة فى القالب، كالأرواح.
و أصولهم تقتضى أنها محل المشاهدة، كما أن الأرواح محل للمحبة، و القلوب محل للمعارف[2].
و قالوا: السر: مالك عليه إشراف، و سر السر: ما لا اطلاع عليه لغير الحق.
و عند القوم: على موجب مواضعاتهم[3] و مقتضى أصولهم: السر ألطف من الروح، و الروح أشرف من القلب.
و يقولون: الأسرار معتقة عن رق الأغيار من الآثار و الأطلال.
و يطلق لفظ «السر» على ما يكون مصونا مكتوما بين العبد و الحق سبحانه، فى الأحوال[4]. و عليه يحمل قول من قال:
أسرارنا بكر لم يفتضها و هم واهم.
و يقولون:
صدور الأحرار قبور الأسرار.
و قالوا:
لو عرف زرى سرى لطرحته.
فهذا طرف من تفسير إطلاقاتهم، و بيان عباراتهم فيما انفردوا به من ألفاظ ذكرناها على شروط الإيجاز.
*** و نذكر الآن أبوابا فى شرح المقامات التى هى مدارج[5] أرباب السلوك.
ثم بعدها أبوابا فى تفصيل الأحوال على الجد الذى يسهله اللّه تعالى، بفضله إن شاء اللّه تعالى.
[1] - و فى نسخة« أنه».
[2] - قال العلامة علاء الدين القونوى: و الظاهر أنها أسماء الحقيقة واحدة و هى اللطيفة الإنسانية، لكنها تختلف باعتبارات مختلفة .. قال العروسى: و هو المتعين إذ لا دليل على هذا التقسيم.
[3] - اصطلاحاتهم.
[4] - أى الواردات على العبد.
[5] - طرق.