أنت من أصحاب أبى حمزة الذى يشير إلى القرب؟ إذا لقيته، فقل له: إن
أبا الحسين النورى يقرئك السلام، و يقول لك: قرب القرب فيما نحن فيه بعد البعد.
فأما القرب بالذات، فتعالى اللّه الملك الحق عنه، فانه متقدس عن
الحدود؛ و الأقطار، و النهاية و المقدار، و ما اتصل به مخلوق، و لا انفصل عنه حادث
مسبوق به، جلت صمديته عن قبول الوصل و الفصل.
فقرب هو فى نعته محال: و هو تدانى الذوات.
و قرب هو واجب فى نعته: و هو قرب بالعلم و الرؤية.
و قرب هو جائز فى وصفه، يخص به من يشاء من عباده، هو قرب الفضل[5] باللطف.