فالمحاضرة. حضور القلب. و قد يكون بتواتر البرهان، و هو بعد وراء
الستر[2]، و إن كان
حاضرا باستيلاء سلطان الذكر.
ثم بعده. المكاشفة: و هو حضوره بنعت البيان. غير مفتقر فى هذه الحالة
إلى تأمل الدليل، و تطلب السبيل، و لا مستجير[3]
من دواعى الريب. و لا محجوب من نعت الغيب.
فصاحب المحاضرة مربوط بآياته. و صاحب المكاشفة مبسوط بصفاته.
و صاحب المشاهدة ملقى بذاته، و صاحب المحاضرة يهديه عقله: و صاحب
المكاشفة بدنيه علمه، و صاحب المشاهدة تمحوه معرفته.
و لم يزد فى بيان تحقيق المشاهدة أحد على ما قاله عمرو بن عثمان
المكى رحمه اللّه.
و معنى ما قاله: أنه تتوالى أنوار التجلى على قلبه من عير أن يتخللها
ستر و انقطاع كما لو قدر اتصال البروق، فكما أن الليلة الظلماء تتوالى البروق
فيها، و اتصالها، إذا قدرت تصير فى ضوء النهار، فكذلك القلب إذا دام به دوام
التجلى متع[6] نهاره فلا
ليل.