responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحب و المحبة الإلهية من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى نویسنده : غراب، محمود محمود    جلد : 1  صفحه : 98

المفرطة إذا مدها البث، و البث إذا صاحبه التوقان، و التوقان إذا خالطه الهيمان، و الهيمان إذا مازجه الارتياع، و الارتياع إذا طمع فخانته الأطماع، يذوب لها الفؤاد، و يذهب لها السواد، و يتصدع لها الجماد، و ينفطر لها السبع الشداد، و المحبة على قدر المحبوب، و الطلب على قدر المطلوب.

كل محبوب سوى اللّه سرف‌

و هموم و غموم و أسف‌

كل محبوب فمنه خلف‌

ما خلا الرحمن ما منه خلف‌

إن للحب دلالات إذا

ظهرت من صاحب الحب عرف‌

صاحب الحب حزين قلبه‌

دائم الغصّة مهموم دنف‌

همّه في اللّه لا في غيره‌

ذاهب العقل و باللّه كلف‌

أشعث الرأس خميص بطنه‌

أصفر الوجنة و الطرف ذرف‌

دائم التذكار من حب الذي‌

حبه غاية غايات الشرف‌

فإذا أمعن في الحب له‌

و علاه الشوق من داء كشف‌

باشر المحراب يشكو بثه‌

و أمام اللّه مولاه وقف‌

قائما قدامه منتصبا

لهجا يتلو بآيات الصحف‌

راكعا طورا و طورا ساجدا

باكيا و الدمع في الأرض يكف‌

(ذخائر الأعلاق- تاج الرسائل- مسامرات ح 2)

الوجد:

هو ما يصادف القلب من الأحوال المفنية له عن شهوده، و هو حزن مما يجده المحب من الهموم، فالمحب عند ما يردّ من مشاهدته في عالم الفناء عن الإحساس المعتاد في عالم الشهادة، حيث كان مؤنسا ضاحكا في ابتهاج و سرور و غبطة و حبور، عند ما يردّ إلى إحساسه و مشاهدة عالم الضيق و الحرج، و فراق تلك الفسحات و الفرج العلوية و المسارح، تأخذه الوحشة لتلك الفرقة، و يصير عبوسا مهموما مغموما، فيتبع المحب تلك المشاهدة بخياله، و مثاله في نفسه، فإن المحب إذا رجع إلى عالم الكون، بعد أنسه بتلك العين المقدسة و الشهود الأقدس، يجد من الألم مثل ما يجده المتعشق عند نزول الموت، و مفارقة المألوفات التي كان يأنس بها، فلم يجد رزية أعظم من المنية لمن لا يحب المفارقة، و معاينة أسباب الموت‌

نام کتاب : الحب و المحبة الإلهية من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى نویسنده : غراب، محمود محمود    جلد : 1  صفحه : 98
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست