responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحب و المحبة الإلهية من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى نویسنده : غراب، محمود محمود    جلد : 1  صفحه : 82

الكون الكون هل يتغير؟ قال: لا، لأن الكون محبوب لذاته، و المحبة الذاتية لا يمكن زوالها، فقيل له: فقد رأينا من تستحيل‌[1] مودته، فقال: تلك إرادة ما هي محبة، إذ لو كانت محبة ثبتت، ألا تراها تسمى ودا لثبوتها و ثبوت حكمها، و ذلك أنه ما في المحب لغير محبوبه فضلة من ذاته، يتمكن للمزيل أن يدخل عليه منها، هذا سبب ثبوتها، فإنه يشاهد عين محبوبه في كل شي‌ء يشهده فلا يفقده، فلو صح للمحب أن يشهد غير محبوبه في عين ما، لدخل عليه من ذلك ما يزيل حبه، و هذا ليس بواقع في الحب، فالتبس على من هذه حالته حكم الإرادة بحكم الحب، و ما كل مريد محب، و كل محب مريد، و ما كل مراد محبوب، و كل محبوب مراد. (ف ح 2/ 84)

يقول المحب:

ما للهوى أخذ الهوى بدمي‌

تحكم الحب في روحي و في بدني‌

ما حل للحب إن الحب أعدمني‌

صبري و حرّم أجفاني على الوسن‌

(مسامرات/ ح 2)

و لذلك فإن تعجبي في حق المحب من الشكوى، أعظم من تعجبي مما حل به من البلوى، فإن المحب مشغول بلذة حبه، فأين الألم؟ و من لم تكن هذه حاله في الحب فليس له فيه قدم، الألم مع الإحساس، و المحب مخدر الحواس، الضراعة مع العقل، و المحب معتوه مقسور، أين أنت من المثل السائر في النقل؟: و لا خير في حب دبر بالعقل؛ هذه ليلى وقفت على قيس فقال لها: إليك عني فإن حبك شغلني عنك؛ و كان يمشي عريانا لا يواريه شي‌ء، فلا عقل و لا إحساس، و كنا نقول بالموت لو لا الأنفاس، كيف يشكو من لا يعقل؟

كيف يألم من غمرته اللذات؟ أما علمت أن شهوة الحب أقوى من سلطانه، و أن شبهتها أقوى في الصورة من برهانه. (تاج الرسائل)

و الحبيب قريب من الحب- لأنه الذي يتعلق به- لا من المحب، فالحب لا يجول المسافات البعيدة النائية، و لا التنويهات الشريفة التي لا ترتفع أحكامها عن قرب الحب من الحبيب، و المحب قد يكون له القرب من الحبيب و قد لا يكون، فالحب قريب من المحب‌


[1] - من التحول.

نام کتاب : الحب و المحبة الإلهية من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى نویسنده : غراب، محمود محمود    جلد : 1  صفحه : 82
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست