responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحب و المحبة الإلهية من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى نویسنده : غراب، محمود محمود    جلد : 1  صفحه : 61

المجد عند الإشهار، قال: تفوح أرواح العلى في أخلاقهم عند التنزلات، لقرب مشاهدة المنزل الذي يجمعهم، و الراكبان، خاطران علويان مرّا به على حاله، فسألهما الخبر عن المقام العالي الأنزه: هل روّضت قاعة الطبيعة؟ و هل نزلت غيوث الحياة لساحتها؟ فأنبتت ما يؤدي إلى البينونة من الكون، و الغيرة من ظهور الغير هنالك، فأثبت له الحق الخاطر، أن يكرمه على ما أخبر، إلى أن نزل عليه روحه الخاص به، الذي كنى عنه بالنفس، فعقل عنهما ما جاءا به، و أودعهما حديثه بلسان الحال، من جري الدموع على مفارقة الأوطان و الربوع.

قوله: أم هل أبيت، أي ستري عن ظلام الغيب؛ ودار عند كاظمة، من كظم غيظه خلقا جميلا، و سمار ذاك الحيّ سماري، بالترداد بيني و بينهم بما يكون فيه علو مقامي و ارتفاع شأني.

و سماعنا على قول كثير عزة:

لقد حلفت جهدا بما حلفت له‌

قريش غداة المأزمين و صلّت‌

و كانت لقطع الحبل بيني و بينها

كناذرة نذرا فأوفت و حلّت‌

فقلت لها يا عزّ كل مصيبة

إذا وطنت يوما لها النفس ذلّت‌

السماع في ذلك: المأزمين، المضيق الذي بين عالم الغيب و الشهادة، هنالك تنحر النفوس عن أغراضها، تنحرها حال الجمعية التي كنى بها بقريش، (التقريش: التضييق).

و صلّت: دعت إلى مقامها. و ناذرة: هي الحالفة. و قطع الحبل بيننا: انفصالها عن ظلمة هذا الهيكل لما تقاسي فيه من ذل الحجاب، و لو لا قوتها على الذل- فيما يصيبها من المقام الأعز الأحمى- لهلكت رأسا واحدا، و لكن الشي‌ء لا يهلك عن حقيقته، فالذل لها ذاتي، فإن الإمكان افتقار و عجز محض، فالذل لها وصف لازم، و هو في غير ذلك المقام بالعرض.

و سماعنا على قول ابن الدمينة:

ألا يا صبا نجد متى هجت من نجد

لقد زادني مسراك وجدا على وجد

لئن هتفت ورقاء في رونق الضحى‌

على فنن غض النبات من الرند

بكيت كما يبكي الوليد و لم أكن‌

جليدا و أبديت الذي لم يكن يبدي‌

و قد زعموا أن المحب إذا دنا

يمل و أن النأي يشفي من الوجد

بكل تداوينا فلم يشف ما بنا

على أن قرب الدار خير من البعد

على أن قرب الدار ليس بنافع‌

إذا كان من تهواه ليس بذي ودّ

نام کتاب : الحب و المحبة الإلهية من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى نویسنده : غراب، محمود محمود    جلد : 1  صفحه : 61
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست