نام کتاب : الحب و المحبة الإلهية من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى نویسنده : غراب، محمود محمود جلد : 1 صفحه : 60
تحصل للإنسان عند سجوده في مقام القرب عند
مناجاته، قال: «اجعلوها في سجودكم»[1] يقول: و ما
اتقيد بريح مخصوصة، إلا أن الصبا لما كانت تهب من أفق الشروق، و مطلبنا الشهود و
الرؤية، لذلك أريدها لأسمع حديثها.
الحجون العطف الإلهي على القلوب المتعلقة به، المواصلة الأحزان له،
قوله: حل في القلب، بيّن به قوله تعالى: و سعني قلب عبدي المؤمن؛ يطلع على تلك
السعة، ليت ... إلى قوله: كما أكون يكون؛ قوله تعالى: اذكروني أذكركم؛ و من ذكرني
في نفسه ذكرته في نفسي؛ و هذا باب واسع في الشريعة.
و سماعنا على قول الشريف الرضي:
يا
قلب ما أنت من نجد و ساكنه
خلّفت
نجدا وراء المذبح الساري
أهفو
إلى الركب تحدو لي ركائبهم
من
الحمى في أسيحات و أطمار
تفوح
أرواح نجد من ثيابهم
عند
النزول لقرب العهد بالدار
يا
راكبان قفا لي فاقضيا و طري
و
خبّراني عن نجد بأخبار
هل
روضت قاعة الوعساء أم مطرت
خميلة
الطلع ذات البان و الغار
أم
هل أبيت و دار عند كاظمة
داري
و سمّار ذاك الحي سمّاري
فلم
يزالا إلى أن لمّ بي نفسي
و
حدّث الدمع عني دمعي الجاري
السماع في ذلك، يقول لنفسه: أنت من عالم الخليقة، و نزلت إلى عالم
الشهوة و الطبع، لكني أهفو إلى العلى بما فيّ من أصالته، فيما بقي عليّ من أطمار
ما كان كساني ذلك