المحب اللّه- تجلى اللّه لآدم و يداه مقبوضتان فقال: يا آدم اختر
أيتهما شئت، قال:
اخترت يمين ربي و كلتا يدي ربي يمين مباركة، فبسطها فإذا فيها آدم و
ذريته- الحديث- فآدم في القبضة، و آدم خارج القبضة، هكذا صورة المحبوب مع المحب،
هو فيه ما هو فيه.
و الحب نعوته كثيرة لا تحصى، و ليس لها حد فيبلغ بالبحث و الاستقصاء،
غير أن مشارب الحب متنوعة باختلاف المحبوب، فإن عقلت عني فقد رميت بك على الطريق،
فإياك و التشبيه، فالحب و الوجد و الشوق و الكمد حقيقة واحدة، لها نسب مختلفة
لاختلاف المتعلق، فهي نعوت تحكم سلطانها فيمن قامت به، لا يرجع منها إلى المحبوب
نعت، و لا له فيها حكم، إلا أن يكون محبا، فافهم، و ظهور هذه النعوت في الكون
معلومة، أما نسبتها للحق من كونه محبا، فهي مجالي الحق للعارفين المحبين في منصات
الأعراس، لإعطاء نعوت المحبين في المحبة، و المنصة هي مجلى الأعراس، و هي تجليات
روحانية إلّية[3].