نام کتاب : الحب و المحبة الإلهية من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى نویسنده : غراب، محمود محمود جلد : 1 صفحه : 154
المحب مهتوك الستر، سره علانية، فضيحة
الدهر، لا يعلم الكتمان:
قال المحب الصادق:
من
كان يزعم أن سيكتم حبه
حتى
يشكك فيه فهو كذوب
الحب
أغلب للفؤاد بقهره
من
أن يرى للستر فيه نصيب
و
إذا بدا سر اللبيب فإنه
لم
يبد إلا و الفتى مغلوب
إني
لأحسد ذا هوى متحفظا
لم
تتهمه أعين و قلوب
الحب غلاب، لا يبقي سترا إلا هتكه، و لا سرا إلا أعلنه، زفراته
متصاعدة، و عبراته متتابعة[1]، تشهد عليه
جوارحه بما تحمله من الأسقام و السهر، و تنم به أحواله، إن تكلم تكلم بما لا يعقل،
ما له صبر و لا جلد، همومه مترادفة، و غمومه متضاعفة، قالت المحبة:
أبى
الحب أن يخفى و كم قد كتمته
فأصبح
عندي قد أناخ و طنبا
إذا
اشتد شوقي هام قلبي بذكره
و
إن رمت قربا من حبيبي تقرّبا
و
يبدو فأفنى ثم أحيا بذكره
و
يسعدني حتى ألذّ و أطربا
المحب اللّه- إذا أحب اللّه العبد أوحى إلى الملك أن ينادي به في
السموات، إن اللّه أحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في
الأرض، فتقبله البواطن، و إن أنكرته الظواهر من بعض الناس فلأغراض قامت بهم، فإنهم
في هذا الشأن مثل سجودهم للّه، كل من في العالم ساجد للّه، و كثير من الناس، و ما
قال كلهم، هكذا حب هذا العبد في قلوبهم، و إن وضع له القبول في الأرض، فتحبه بقاع
الأرض كلها و جميع ما فيها، و كثير من الناس على أصلهم في السجود للّه سواء.