نام کتاب : الحب و المحبة الإلهية من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى نویسنده : غراب، محمود محمود جلد : 1 صفحه : 139
أن الفلك يجري بأنفاس الإنسان، بل بنفس كل
متنفس. و المقصود الإنسان بالذكر خاصة، لأنه بانتقاله ينتقل الملك و يتبعه حيث
كان، فلا يزال العالم يصحبه الإنسان لهذه العلة، ثم إن الإنسان مفتقر لهذه
الأمانات التي عند العالم، و مع افتقاره إليها، فإن المحبين من رجال اللّه
العارفين شغلوا نفوسهم بما أمرهم به محبوبهم، فهم ناظرون إليه حبا و هيمانا، قد
تيمهم بحبه، و هيّمهم بين بعده و قربه، فمن هنا نعتوا بأنهم آثروه على كل مصحوب،
لأنه صاحبهم لقوله تعالى: وَ هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ
ما كُنْتُمْ و كل من في العالم يصحبه أيضا لأجل الأمانة التي
بيده، فيؤثر الإنسان- لمحبته للّه- جناب اللّه على كل مصحوب، قيل لسهل:
«ما القوت؟» قال: «اللّه» قيل له: «ما نريد إلا ما تقع به الحياة»
قال: «اللّه» فلم ير إلا اللّه، فلما ألحوا عليه و قالوا له: «إنما نريد ما به
عمارة هذا الجسم»، فلما رآهم ما فهموا عنه، عدل إلى جواب آخر فقال: «دع الديار إلى
بانيها، إن شاء عمرها و إن شاء خربها» يقول: ليس من شأن اللطيفة الإنسانية صحبة
هذا الهيكل الخاص، و لا بد أن تشتغل هي بما كلفها المحبوب، الذي هو عين حياتها و
وجودها، و أي بيت أسكنها فيه سكنته، هذا إن كان يقول بعدم التجريد عن النشأة
الطبيعية، كما نقول و كما أعطاه الكشف، و إن كان يقول بالتجريد عن الطبيعة و
ارتفاع العلاقة، فهو على كل حال، ممن يؤثر اللّه على كل مصحوب.
المحب اللّه- آثر الحق الإنسان من كونه محبوبه على جميع العالم،
فأعطاه الصورة الكاملة، و لم يعطها لأحد من أصناف العالم، و إن كان موصوفا بالطاعة
و التسبيح للّه، فقد آثره على كل مصحوب، قال تعالى:
وَ إِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً أعطاه جميع الأسماء الإلهية كلها، فسبّحه بكل اسم إلهيّ له بالكون
تعلق، و مجّده و عظّمه، و ما ثمّ في المخلوقات أشرف من الملك، و مع هذا فقد فضل
عليه الإنسان الكامل بعلم الأسماء، فهو في هذه الحضرة و هذا المقام أفضل، فهذا حد
إيثار الحق له. (ف ح 2/ 355)
المحب محو في إثبات:
أما إثباته فظهر في تكليفه، و من العبادات الفعلية في صلاته، فقسمها
بينه و بين عبده فأثبته، و أما محوه في هذا الإثبات فقوله:
وَ اللَّهُ خَلَقَكُمْ وَ ما تَعْمَلُونَ و قوله: لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ و
قوله: إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ و
قوله: وَ ما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَ لكِنَّ اللَّهَ رَمى و قوله: مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ
فِيهِ فهذا في غاية البيان من كتاب اللّه، محو في
نام کتاب : الحب و المحبة الإلهية من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى نویسنده : غراب، محمود محمود جلد : 1 صفحه : 139