responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحب و المحبة الإلهية من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى نویسنده : غراب، محمود محمود    جلد : 1  صفحه : 136

المحب خارج عن نفسه بالكلية:

اعلم أن نفس الشخص الذي يتميز به عن كثير من المخلوقات إنما هو إرادته، فإذا ترك إرادته لما يريد به محبوبه، فقد خرج عن نفسه بالكلية، فلا تصرف له، فإذا أراد به محبوبه أمرا ما، و علم هذا المحب ما يريده محبوبه منه أو به، سارع أو تهيأ لقبول ذلك، و رأى أن ذلك التهيؤ و المسارعة من سلطنة الحب الذي تحكّم فيه، فلم ير المحبوب في محبه من ينازعه فيما يريده به أو منه، لأنه خرج له عن نفسه بالكلية، فلا إرادة له معه، و لكن مع وجود نفسه و طلبه الاتصال به، و إن لم يكن كذلك، فهو في مرتبة الجماد الذي لا إرادة له، فما له لذة إلا اللذة التي متعلقها التذاذ محبوبه بما يراه منه في قبوله.

المحب اللّه- أوحى إلى موسى: يا ابن آدم خلقت الأشياء من أجلك. يعني الدنيا و الآخرة، لأنه العين المقصودة[1]، و هو رأس الأحباء محمد صلى اللّه عليه و سلم، فالكل في تسخير هذه النشأة الإنسانية، الأفلاك و ما تحتوي عليه، و الكواكب و ما في سيرها، هذا في الدنيا، و أما في الآخرة، فما لا عين رأت، و لا أذن سمعت، و لا خطر على قلب بشر، حتى نهاية الأمر، و هو التجلي الإلهي يوم الزور الأعظم، فهذا معنى خروج المحب عن نفسه بالكلية في كل ما يمكن أن يحتاج إليه المحبوب، و ما لا حاجة للمحبوب به و لا يعود عليه منه لذة و ابتهاج، فلا يدخل تحت هذا الباب. (ف ح 2/ 354)

المحب لا يطلب الدية في قتله:

لأنا وصفناه أولا بأنه مقتول، قتل المحب شهادة، فقتله حياته، و الحي لا دية فيه، إنما يودى القتيل الذي يموت، فله شرعت الدية.

للّه قوم وجود الحق عينهم‌

هم الأحياء إن عاشوا و إن ماتوا

هم الأعزاء لا يدرون أنهم‌

هم و لا ما هم إلا إذا ماتوا

للّه درهم من سادة سلفوا

و خلفونا على الآثار إذ ماتوا

لا يأخذ القوم نوم لا و لا سنة

و لا يؤدهم حفظ و لو ماتوا

رأيتهم و سواد الليل يسترهم‌

عن العيون قياما كلما ماتوا


[1] - أي هو صلى اللّه عليه و سلم المقصود بقوله تعالى: يا ابن آدم.

نام کتاب : الحب و المحبة الإلهية من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى نویسنده : غراب، محمود محمود    جلد : 1  صفحه : 136
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست