نام کتاب : الحب و المحبة الإلهية من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى نویسنده : غراب، محمود محمود جلد : 1 صفحه : 135
في حق نفسه يسعى، فإن له في ذلك الفعل لذة
عظيمة، لا ينالها إلا بذلك الفعل، فالمحبوب ممتن عليه إذا مكنه مما تقع للمحب به
لذة من المحبوب، فيرى المحب أي شيء جاء من المحبوب فهو كثير، فهو إنعام سيد على
عبد، و أي شيء كان من المحب في حق المحبوب، و لو كان تلف الروح و المهجة في رضاه،
لكان قليلا، لأنه طاعة عبد لسيد محسان، و ما قدروا اللّه حق قدره، فالمحبوب غني،
فقليله كثير، و المحب فقير، فكثيره قليل، و لكن إن كان هذا نعت المحب عند هم، فهو
نعت محب ناقص المعرفة، كثير الحب على عماية، لأن المحب إذا كان المخلوق، ليس له
شيء يملكه، حتى يستقل أو يستكثر.
و أما إذا كان المحب اللّه، فإنه يستكثر القليل من عبده، و هو قوله: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ و لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها، و أما استقلاله الكثير في حق أحبابه من عباده، فإن ما عند اللّه ما
له نهاية، و دخول ما لا نهاية له في الوجود محال، فكل ما دخل في الوجود فهو متناه،
فإذا أضيف ما تناهى إلى ما لا يتناهى، ظهر كأنه قليل، أو كأنه لا شيء و إن كان
كثيرا، و هنا نظر يطول. (ف ح 2/ 353)
المحب يعانق طاعة محبوبه و يجانب مخالفته:
قال شاعرهم:
تعصي
الإله و أنت تظهر حبه
هذا
محال في القياس بديع
لو
كان حبك صادقا لأطعته
إن
المحب لمن يحب مطيع
المحب عبد، و العبد من وقف عند أوامر سيده، و تجنب مخالفة أوامره و
نواهيه، فلا يراه حيث نهاه، و لا يفقده حيث أمره، لا يزال ماثلا بين يديه، فإذا
أمره رأى هذا المحب أنه قد امتن عليه، حيث استعمله و أمره، و أن هذا من عنايته به
و إن فقد رؤيته و مشاهدته فيما شغله به، فهو في نعيم و لذة، بكونه يتصرف في مراسيم
سيده و عن إذنه.
فإن كان المحب اللّه، فأمر المحبوب له، دعاؤه و رغبته فيما يعنّ له و
يحبه، ثم إنه يكره أشياء، فيدعوه بصفة النهي مثل قوله:
لا تُزِغْ قُلُوبَنا وَ لا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً وَ لا تُحَمِّلْنا ما لا
طاقَةَ لَنا بِهِ فهذا سؤال بصفة نهي، فقد وقع منه الأمر و النهي لسيده، و إجابة الحق
هذا العبد من حيث هو محب لهذا العبد، كالطاعة من العبد لأوامر سيده و مجانبة
مخالفته. (ف ح 2/ 353)
نام کتاب : الحب و المحبة الإلهية من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى نویسنده : غراب، محمود محمود جلد : 1 صفحه : 135