responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحب و المحبة الإلهية من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى نویسنده : غراب، محمود محمود    جلد : 1  صفحه : 129

المحب دائم السهر:

لما رأى أن المحبوب لا تأخذه سنة و لا نوم، علم أن ذلك من مقام حبه لحفظ العالم، و دعاه إلى هذا النظر، كون الحق يتجلى في الصور، و للصور أحكام، و من أحكام بعض الصور النوم، و رآه في مثل هذه الصورة لا تأخذه سنة و لا نوم، من حيث هذه الصورة، فعلم أن ذلك من مقام حبه لحفظ العالم، و إذا كان المحب جليس محبوبه، و محبوبه بهذه الصفة، فالنوم عليه حرام، فالمحب يقول مع الفراق: «إن النوم عليه حرام» فكيف مع الشهود و المجالسة، قال بعضهم في سهر الفراق.

النوم بعدكم عليّ حرام‌

من فارق الأحباب كيف ينام‌

(ف ح 2/ 351)

فالنوم مع المشاهدة أبعد و أبعد[1].

المحب كامن الغم:

أي غمه مستور لا ظهور له، فسبب ذلك قوله تعالى: وَ ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ* ثم يرى في شهوده أنه لا تتحرك ذرة إلا بإذنه تعالى، إذ هو محركها بما تتحرك فيه، و يرى في شهوده ما يقابل الكون به خالقه من سوء الأدب، و ما لا ينبغي أن يوصف به. مما مدلوله العدم، فيريد أن يتكلم و يبدي ما في نفسه من الغيرة التي تقتضيها المحبة، ثم يرى أن ذلك بإذنه، لأنه ممن يرى اللّه قبل الأشياء، مقام أبي بكر، فيسكن، و لا يتمكن له أن يظهر غمه، لأن الحب حكم عليه، بأن ذلك الذي يعامل به المحبوب لا يليق به، و يرى أنه سلط خلقه عليه بما أنطقهم به و ما عذرهم، و أرسل الحجاب دونهم، فكمن غم هذا المحب في الدنيا، فإنه في الآخرة لا غم له، و لهذا يطلب الخروج من الدنيا. (ف ح 2/ 351)


[1] -

سألتُ حبيبى الوصلَ منه دُعابَةً

و أعْلَمُ أنَّ الوصل ليس يكونُ‌

فمَاسَ دلالًا و ابتهاجاً و قال لى‌

برفقٍ مجيباً( ما سألتَ يَهُونُ)

نام کتاب : الحب و المحبة الإلهية من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى نویسنده : غراب، محمود محمود    جلد : 1  صفحه : 129
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست