responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحب و المحبة الإلهية من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى نویسنده : غراب، محمود محمود    جلد : 1  صفحه : 12

الخطاب أنه سبحانه يحب زوالها، و لا تزال إلا بضدها و لا بد، فقال: إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ‌ و لا يُحِبُّ الْفَسادَ و ضده الصلاح، فعين ترك الفساد صلاح و قال‌ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ‌ و لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ* و لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ* و لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ* و لا يُحِبُّ الْكافِرِينَ* و لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ‌ و لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ* ثم إنه سبحانه حبب إلينا أشياء: منها بالتزيين و منها مطلقة، فقال ممتنا علينا وَ لكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَ زَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ‌ و قال‌ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ‌ الآية، و قال في حق الزوجين‌ وَ جَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَ رَحْمَةً و نهانا أن نلقي بالمودة إلى أعداء اللّه فقال‌ لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَ عَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ- و المحبة الواردة في القرآن كثيرة، و أما الأخبار فقوله صلى اللّه عليه و سلم عن اللّه أنه قال: «كنت كنزا لم أعرف فأحببت أن أعرف، فخلقت الخلق و تعرفت إليهم فعرفوني» فما خلقنا إلا له لا لنا، لذلك قرن الجزاء بالأعمال، فعملنا لنا لا له، و عبادتنا له لا لنا، و ليست العبادة نفس العمل، فالأعمال الظاهرة في المخلوقين خلق له فهو العامل، و يضاف إليه حسنها أدبا مع اللّه، مع كونها كل من عند اللّه، لأنه قال‌ وَ نَفْسٍ وَ ما سَوَّاها فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَ تَقْواها وَ اللَّهُ خَلَقَكُمْ وَ ما تَعْمَلُونَ‌ و قال: اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَيْ‌ءٍ* فدخلت أعمال العباد في ذلك، و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «إن اللّه يقول: ما تقرب المتقربون بأحب إلي من أداء ما افترضته عليهم، و لا يزال العبد يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، و بصره الذي يبصر به»- الحديث- و في الخبر «إن اللّه يحب كل مفتّن تواب» و في الخبر «وجبت محبتي للمتحابين فيّ» و في الخبر «أحبوا اللّه لما أسدى إليكم من نعمه» و في الخبر «إن اللّه جميل يحب الجمال» و «إن اللّه يحب أن يمدح» و قال 7: «حبب إلي من دنياكم ثلاث» و الأخبار في هذا الباب كثيرة جدا. (ف ح 2/ 322)

الحب سبب وجود العالم:

ورد في الحديث- الصحيح كشفا غير الثابت نقلا- عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن ربه عز و جل أنه قال ما هذا معناه: «كنت كنزا لم أعرف فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق و تعرفت إليهم فعرفوني» و ذكر اللّه نفسه بنفس الرحمن، فلما ذكر المحبة، علمنا من حقيقة

نام کتاب : الحب و المحبة الإلهية من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى نویسنده : غراب، محمود محمود    جلد : 1  صفحه : 12
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست