responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : هداية الطالب الى اسرار المكاسب ط قديم نویسنده : الشهيدي التبريزي، الميرزا فتاح    جلد : 1  صفحه : 56

قوله فيما روي عن العسكري ع فلا تكفروا باستعمال هذا السّحر و طلب الإضرار و قوله فيتعلّمون ما يضرّهم و لا ينفعهم لأنّهم إذا تعلّموا ذلك السّحر لسحروا و يضرّوا به فقد تعلّموا ما يضرّ بدينهم و لا ينفعهم حيث خصّ السّحر المضرّ بالدّين بالسّحر المضرّ يعني المضرّ بالمسحور فلو كان غيره أيضا حراما لما خصّه به و من هنا ظهر ما يمكن أن يوفّق به كلمات الأصحاب المختلفين في اعتبار الضّرر في مفهوم السّحر و عدمه بأن يحمل كلام من اعتبره على اعتباره من حيث الحكم و يحمل كلام من لم يعتبره على عدم اعتباره في أصل المفهوم مع قطع النّظر عن مرحلة الحكم فتأمل الثّالث في حرمة التّعليم و التّعلّم لا يخفى أنّه إن كانا بقصد الإعمال في مقام دفع السّحر و دفع ضرره فلا ينبغي الإشكال في جوازه بل هو أولى من جواز السّحر لدفع السّحر و كذلك فيما إذا كان الغرض إبطال سحر مدّعي النّبوّة المحتمل ظهوره بل ذهب بعض العلماء إلى وجوبه كفاية على ما في مقدّمات شرح التّهذيب للجزائري في تعداد العلوم الّتي يجب على المجتهد العلم بها و إن كانا بقصد الإضرار فلا إشكال في حرمته لأنّه القدر المتيقّن من قوله من تعلّم من السّحر قليلا أو كثيرا فقد كفر و حمله على التّعلّم مع إعمال السّحر في الخارج لا دليل عليه و من هنا ظهر جوازه أيضا لو لم يقصد لا هذا و لا ذاك بل كان القصد إلى صرف الاطّلاع و رفع صفة الجهل عن نفسه لعدم إحراز إطلاق من تعلّم بالنّسبة إليه فيرجع إلى أصالة الإباحة فتأمّل‌ قوله ص لأنّ الشّرك أعظم من السّحر أقول لعلّ مراده ص أنّ السّحر إنّما يوجب القتل لكونه موجبا للكفر فلا يمكن تحقّقه مع وجود الشّرك الّذي هو أعظم منه لأنّ الكفر الحاصل من السّحر إنّما هو من جهة مخالفة المولى من حيث العمل بالأركان و هو أدنى منها من حيث التّصديق بالجنان فمع عدم تأثير سحر الكافر في الكفر لا يقتل من جهة سحره و إنّما يقتل لأجل شركه و هذا بخلاف سحر المسلم و من هنا يظهر المراد من قوله ص و لأنّ السّحر و الشّرك مقرونان يعني أنّ السّحر لمّا قارن الشّرك في السّاحر الكافر لا يؤثّر في الكفر الموجب للقتل فلا يكون سببا له و هذا بخلاف سحر المسلم فتأمّل‌

[الأول في المراد بالسحر]

قوله هو ما لطف مأخذه و دقّ‌ أقول تفسيره بهذا و بالخدع تفسير بالأعمّ و إلّا لدخل في السّحر ما ليس منه قطعا قوله و قد اختلف عبارات الأصحاب في بيانه إلى آخره‌ أقول قال السّيّد الجزائري في مقدمات شرح التّهذيب في تعداد العلوم الّتي يجب على المجتهد العلم بها ما هذا لفظه و لمّا جهلت أسباب السّحر و تزاحمت بها الظّنون اختلف الطّرق إليه فطريق أهل الهند تصفية النّفس و تجريدها عن الشّواغل البدنيّة بقدر الطّاقة البشريّة لأنّهم يرون أنّ تلك الآثار إنّما تصدر عن النّفس البشريّة و متأخّروا الفلاسفة يرون رأي الهند و طائفة من الأتراك تعمل بعملهم أيضا و طريق النّبط القبط عمل أشياء مناسبة للغرض المطلوب مضافة إلى رقية و دخنة بعزيمة في وقت مختار و تلك الأشياء تارة تكون تماثيل و نقوشا و تارة عقدا بعقد و النّفث عليها و تارة كتبا تكتب و تدفن في الأرض أو تطرح في الماء أو تعلّق في الهواء أو تحرق بالنّار و تلك الرّقية تضرّع إلى الكوكب الفاعل للغرض المطلوب و تلك الدّخنة عقاقير منسوب إلى الكواكب لاعتقادهم أنّ تلك الآثار إنّما تصدر عن الكواكب و طريق اليونان تسخير روحانيّات الأفلاك و الكواكب و استنزال قواها بالوقوف لديها و التّضرع إليها لاعتقادهم أنّ هذه الآثار إنّما تصدر عن روحانيّات الأفلاك و الكواكب لا عن أجرامها و هذا الفرق بينهم و بين الصّابئة و قدماء الفلاسفة تميل إلى هذا الرّأي و طريق العبرانيّين و القبط و العرب الاعتماد على ذكر أسماء مجهولة المعاني كأنّها أقسام و عزائم بترتيب خاصّ يخاطبون بها حاضرا لاعتقادهم أنّ هذه الآثار إنّما تصدر عن الجنّ و زعموا أنّ تلك الأقسام تسخر ملائكة قاهرة للجنّ انتهى كلامه رفع مقامه و لعلّ هذا هو المنشأ لبعض اختلاف عبارات الأصحاب فتأمّل تعرف‌ قوله حكاية عن قواعد العلّامة أو رقية أقول هي بضمّ الرّاء المدية العوذة الّتي يرقى بها صاحب الآفة كالمجنيّ و الصّرع و غير ذلك من الآفات و في الدّعاء اللَّهمّ هب لي رقية من ضمّة القبر و رقيته من باب رمى عوّذته كذا في مجمع البحرين و قضيّة ذلك التّرادف بين الرّقية و العوذة هذا و لكن ظاهر الطّبرسي في مجمع البيان هو الفرق بينهما بأنّ الرّقية من قبيل الرّفع و العوذة من قبيل الدّفع قال قدّس سرّه في بيان اللّغة لقوله تعالى في سورة القيامة وَ قِيلَ مَنْ راقٍ‌ ما لفظه و الرّاقي طالب الشّفاء رقاه يرقيه إذا طلب له شفاء بأسماء اللَّه الشّريفة و آيات كتابه العظيمة و أمّا العوذة فهي دفع البليّة بكلمات اللَّه انتهى و لكن يشكل هذا الفرق بالدّعاء المزبور إذ الظّاهر أنّه دعاء لطلب دفع الضمّة و الضّغطة لا رفعها و على أيّ حال فلعلّ المراد منها الكلام الخاصّ و لو بأن لا يفهم معناه مثل لا اسده وال الك قال صلهاك و المريد غاج فتكون عطفه على الكلام من قبيل عطف الخاصّ على العامّ‌ قوله أو يعمل‌ عطف على الكلام بتقدير أن النّاصبة يعني أنّه أن يعمل إلى آخره‌ قوله حكاية عن المسالك أو أقسام و عزائم‌ أقول و كذلك في الدّروس و لعلّ العطف للتّفسير فيكون الأقسام جمع قسم بمعنى الحلف و التّسمية بهما كما سيأتي إنّما هو لاشتمال ما يستعان به على كلمة الحلف باللَّه أو الأنبياء أو الملائكة و نحو ذلك مثل قوله أقسمت أو عزمت عليكم‌ قوله و زاد في الدّروس الدّخنة و التّصوير أقول قال في الدّروس في تعداد المحرّمات ما لفظه و السّحر بالكلام و الكتابة و الرّقبة و الدّخنة بعقاقير الكواكب و تصفية النّفس و التّصوير و العقد و النّفث و الأقسام و العزائم بما لا يفهم معناه و يضرّ بالغير فعله و من السّحر الاستخدام للملائكة و الجنّ إلى قوله عن لسانه كما في المتن ثمّ قال بلا فصل و منه النّيرنجات إلى قوله و أسرار النّيرين ثمّ قال و يلحق به الطّلسمات و هي تمزيج القوى العالية الفاعلة بالقوى السّافلة المنفعلة ليحدث عنها فعل غريب فعمل هذا كلّه حرام و التّكسّب به حرام أمّا عمله ليتوقّى أو لئلّا يقربه فلا و ربّما وجب على الكفاية لدفع المتنبّي بالسّحر و يقتل مستحله و يجوز حلّه بالقرآن و الذّكر و الأقسام لا به و عليه تحمل رواية العلاء بحلّه انتهى و المراد من الدّخنة هو البخور بالعقاقير المنسوبة إلى الكواكب فتأمل و المراد من التّصوير أن تصوير صورة المسحور و يغرز

نام کتاب : هداية الطالب الى اسرار المكاسب ط قديم نویسنده : الشهيدي التبريزي، الميرزا فتاح    جلد : 1  صفحه : 56
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست