اقول:
لهجة هذه الصحيحة تخطئة السائل فى زعم نسيان التكبيرة قطعيا و انّما هو شك بعد مضى
المحّل، نظرا لغرابة نسيان التكبيرة ممن يعتاد الصلاة المفروضة، و لذلك سأله
الامام (ع): اليس كان من نيتّه ان يكبّر؟. و هكذا وقع استغرابه (ع) فى صحيحة ابن
مسلم «و لكن كيف يستيقن». و جاء فى صحيحة ابن ابى يعفور «اذا حفظ انه لم يكّبر».
كل ذلك ابداء لانكار ان ينسى المصلى- المعتاد على الصلاة- تكبيرة الاحرام، و من ثم
هذا التأكيد فى الاستغراب.
و
اما الجمع بين هذه الصحيحة و الصحاح المتقدمة بالتفصيل بين من كان من نيتّه
التكبير و من لم يكن ... ثم الردّ عليه بأنّه حمل على الفرد النادر فشئ ادعى
للاستغراب.
و
نظيره فى الغرابة حمل هذه الصحيحة على التقية، لان بعض العامة يكتفى بالنية بدلا
عن التكبير. وجه الغرابة: ان هذا البعض- لو صح الاسناد- انما يكتفى بنية الصلاة،
لأنية التكبير. فيقول: بانه ينوى الصلاة المفروضة و يبدأ بالقراءة رأسا من غير
حاجة الى التكبير. و ستأتى الاشارة الى ذلك عند التكلم عن صحيحة البزنطى الآتية.
3-
صحيحة ابى بصير قال «سألت ابا عبد اللّه- عليه السلام- عن رجل
[1] - الوسائل ج 4 ص 717 باب 2 ابواب التكبير حديث 9.